للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فاطمة (١)،

والاثنتي عشرة صحيفة المتضمنة لصفات الأئمة (٢).

وهذه الدعوى لا تكاد تختلف عن دعوى أكثر المتنبئين بتنزل كتب، أو وحي عليهم، ولعل جذور هذه المقالة بدأت في عصر علي - رضي الله عنه -، كما أشارت إلى ذلك إحدى روايات الإمام البخاري رحمه الله عن أبي جحيفة أنه سأل عليًّا - رضي الله عنه -: «هل عندكم شيء مما ليس في القرآن؟ فقال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما عندنا إلا ما في القرآن إلا فهمًا يُعطَى رجل في كتابه وما في الصحيفة. قلت: وما في الصحيفة؟ قال: العقل، وفكاك الأسير، وأن لا يُقْتَلَ مسلمٌ بكافر» (٣)، قال ابن حجر (٤): «وإنما سأله أبو جحيفة عن ذلك لأن جماعة من الشيعة كانوا يزعمون أن عند أهل البيت - لا سيما عليًا - أشياء من الوحي خصهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بها لم يطلع غيرهم عليها»، ثم ذكر رحمه الله عدة روايات عما تشتمل عليه


(١) روى الكليني عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: قال أبي لجابر بن عبد الله الأنصاري ... :.يا جابر: أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أمي فاطمة عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وما أخبرتك به أمي أنه في ذلك اللوح مكتوب؟ فقال جابر: أشهد بالله أني دخلت على أمك فاطمة عليها السلام في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله فهنيتها بولادة الحسين ورأيت في يديها لوحًا أخضر، ظننت أنه من زمرد ورأيت فيه كتابًا أبيض، شبه لون الشمس، فقلت لها: بأبي وأمي يا بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ما هذا اللوح؟ فقالت: هذا لوح أهداه الله إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابني واسم الأوصياء من ولدي وأعطانيه أبي ليبشرني بذلك، قال جابر: فأعطتنيه أمك فاطمة عليها السلام فقرأته واستنسخته ...». [السابق (١/ ٥٢٧) باختصار].
(٢) كما رووا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوله: «إن الله تبارك وتعالى أنزل علي اثني عشر خاتمًا واثنتي عشرة صحيفة اسم كل إمام على خاتمه وصفته في صحيفته» [ابن بابويه القمي: إكمال الدين وإتمام النعمة (١/ ٢٦٨ - ٩)]. ومن المؤسف أن من المتمسلمين من يعتقد في صحة هذه الصحف المزعومة، ويفرد لها البحوث والتصنيفات، ولا حول ولا قوة إلا بالله!!
(٣) رواه البخاري، كتاب الديات: ٦٩١٥
(٤) ابن حجر: فتح الباري (١/ ٢٠٤ - ٥).

<<  <   >  >>