للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المتسكعين! حقائق مؤلمة .. ولكن من يقدر على إنكارها؟!)، قال فيه ما نصه (١): «... وإذا تتبعنا مصادر التاريخ، فسنجد أن أول من أسس هذه الفكرة [أي فكرة: ساعة لربك وساعة لقلبك] كان عائشة بنت أبي بكر بن أبي قحافة .. عفوًا أقصد السيدة الكريمة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق!! (وطبعًا لا تصدقوا أن أحدًا من أبناء السماوة يقولها من قلبه)! في الواقع كانت عائشة (المصونة) - والتي أخبرونا في المدارس بأننا مأمورون بأخذ نصف ديننا منها - هي التي صنعت هذه الفكرة وجعلتها من خلال ممارستها اليومية تنتشر بين المسلمين، فلا بأس عند عائشة من شيء من الترويح عن النفس حتى وإن تجاوز الخطوط الحمراء الشرعية، ثم العودة إلى الدين والعبادة والتضرع إلى الله تعالى! وهذا ما يفسر الأحاديث المتناقضة في سيرتها، فأحيانًا نجدها تبكي من خشية الله وتنادي بالمحافظة على سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر (وكانت هذه ساعة للرب)، وأحيانًا تجدها تنظم جلسات الطرب والأنس واللعب واللهو - البريء وغير البريء - بل وجلسات الليالي الحمراء شديدة الخصوصية، (وكانت هذه ساعة للقلب)!

أنا شخصيًا لم تكن عندي مشكلة سابقًا في الاعتراف بأن عائشة تكون أمي! ولكن عندما وجدت أن (ساعة قلبها) كانت من العيار الثقيل الذي لا يمكن لأي صاحب شرف وغيره أن يتحمله، فإنني رفضت أن تكون لي أمًا، لأنني بصراحة لا يشرفني أن تكون هذه أمًا لي! ...

وبالنسبة لي شخصيًا فإنه لو كانت أمي التي ولدتني بهذه الصفات التي سأنقلها من سيرة عائشة وبهذا الحجم الهائل من الانحلال الأخلاقي، فإنني لن أتردد من البراء منها. ولولا أنه لا يجوز لي قتلها لكنت فعلت، لأن الشرف عندنا نحن أبناء عشائر العرب أغلى من الروح والحياة! ...

فمن دون أي خجل ومن دون أي حياء امتهنت عائشة مهنة التسكع بالجواري، حيث تأخذهن وتزينهن وتعمل لهن عمليات (المكياچ) المناسب من أجل إغراء الشباب في


(١) نقلًا عن مجلة (المنبر)، العدد ٤٦، ص (١٨ - ٢٢) باختصار.

<<  <   >  >>