للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بل ومن تماديه في كفره أنه حينما قَبِل المباهلة بينه وبين الشيخ محمد بن عبد الرحمن الكُوس الكويتي في يوم الجمعة ٨/ ١٠/٢٠١٠م، قال قبيلها على قناته الفضائية (فَدَك) متأليًا على الله تعالى: «أنا من طرفي بحمد الله تعالى على يقين بأن أبا بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة هؤلاء هم أعداء الله وهم في النار خالدون» اهـ.

وفي خطاب له لاحق، اعتبر مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل شيخ هذا الحادث بأنه «نعمة من الله كشفت عوارهم»، حيث أسهم - حسبما ذكر - في وقف تمدد التشيع في بعض الدول (١).

ولقد تصاعدت حدة التوتر والاضطرابات بين السنة ورافضة الخليج إثر هذا الاحتفال إلى الحد الذي ألجأ خامنئي المرشد الأعلى للثورة الإيرانية إلى الافتاء بأنه «يحرم النيل من رموز إخواننا السنة، فضلًا عن اتهام زوجة النبي بما يخل بشرفها، بل هذا الأمر ممتنع على نساء الأنبياء وخصوصًا سيدهم الرسول الأعظم»، ولقد جاءت فتواه ردًا على استفتاء وجهه جمع من علماء ومثقفي منطقة الأحساء السعودية في أعقاب الحادث، حسبما نقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء (٢).

ولاحظ متابعون للأزمة أن خامنئي كان يهدف من وراء هذه الفتوى إلى تخفيف الضغوط والانتقادات التي تعرض لها شيعة الخليج على خلفية هذه الإساءة لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وأضافوا أن الفتوى جاءت بسبب هداية وتسنن الكثيرين من الشيعة بعد أن شاهدوا بأعينهم أحد المنتسبين للمذهب الشيعي وممن يشار إليه على أنه أحد علمائهم، وهو يقع في عرض النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويرمي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالبهتان والأكاذيب؛ الأمر الذي رفضته فطرتهم السليمة فأسرعوا إلى ترك ما هم عليه من باطل والانتساب إلى مذهب أهل السنة والجماعة (٣).


(١) انظر، جريدة (الشرق الأوسط)، خبر بعنوان: (مفتي السعودية يهاجم من طعنوا بالسيدة عائشة ويصفهم برؤوس المنافقين)، الأربعاء ٢٩/ ٩/٢٠١٠م.
(٢) انظر، خبر بعنوان: (قائد الثورة الإيرانية يحرم النيل من رموز أهل السنة ونساء النبي - صلى الله عليه وسلم -)، وكالة مهر للأنباء، ٨/ ٧/١٣٨٩ (تقويم فارسي)، موافق الخميس ٣٠/ ٩/٢٠١٠م. www.mehrnews.com
(٣) انظر، موقع (مفكرة الإسلام)، خبر بعنوان: (لتخفيف الضغوط عن الشيعة .. خامنئي يحرم الإساءة لعائشة)، السبت ٢/ ١٠/٢٠١٠م.

<<  <   >  >>