الحق بهذه الأصول لمخالفتهم لأهل السنة في ذلك فلا يعني ذلك أن نتوقف عن بيان مذهب أهل السنة وصحته، وبطلان مذهب الشيعة وضلاله في ضوء تلك الأصول. فذلك سيحد من انتشار عقيدة الروافض بين أهل السنة. أما مع الروافض فإنه من الضروري أن نسلك مع المنهج السالف أو قبله المنهج التالي. والذي أبينه فيما يلي. فأقول: إن التقريب لا بد وأن يكون على أساس الحق، وإذا كنا لا نستطيع أن نحتج عليهم بالكتاب والسنة. ونحسم الخلاف على ضوئها فلنبحث عما يكشف باطلهم من كتبهم نفسها. وهذا المنهج لم يسلكه علماؤنا المتقدمون الذين اهتموا بالرد على الروافض وتفنيد حججهم ودحض دعاواهم وما ندري هل السبب في ذلك أن علماءنا - يرحمهم الله تعالى - كانوا يحتقرونهم ويرونهم مصدر الكذب ومعين التزوير فأعرضوا عن النظر في كتبهم فضلًا عن البحث فيها عن أدلة تكشف كذبهم وباطلهم. أم أن السبب أن هناك بعض كتبهم الأساسية قد وضعت من المتأخرين ونسبت للمتقدمين أو زيد عليها في العصور المتأخرة (الدولة الصفوية [١٥٠١ - ١٧٢٢م]).
أيًا كان السبب هذا أو ذاك أو جميعًا فإن كتب الروافض اليوم قد انتشرت ودان بقدسيتها وآمن بصحتها ملايين الشيعة فهم لا يؤمنون إلا بما جاء فيها ولا يحتجون إلا بها. ويردون بها السنة الصحيحة بل نصوص الكتاب الظاهرة بل منهم من يصدق أساطيرها التي تمس كتاب الله العظيم وتزعم الوحي للأئمة وعلم الغيب .. فليكن تصحيح وضع الشيعة من كتبهم وكشف ضلالهم من رواياتهم، ومنطلق التقريب الصحيح من مدوناتهم» اهـ (١).
(١) د. ناصر القفاري: مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة (٢/ ٢٨٠ - ٣).