للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تكون هذه الكيمياء قد وصلت جابرا عن طريق السريان من مصر أو عن طريق الإمام جعفر، وإنما كانت ثمرة بحوث ترادفت عبر تطور طويل وكانت في نواح جوهرية نتاجا للعقل الإيراني الملقح بالفلسفة الهلّينية «١».

إن التعلق بالنظرية التي تفترض تأثير كيمياء شرقية في نشأة الكيمياء العربية، دفع روسكا إلى تبني نظرية أخرى غربية بعض الشئ تقول بوجود مدرسة غربية وأخرى شرقية من الكيميائيين العرب، وتبعا لهذه النظرية كانت مصر مركز المدرسة الغربية، حيث لم تكن الكيمياء فيها تقف على أرض التجربة حتى في العهد الإسلامي وإلى القرن الثالث عشر الميلادي «٢».

والحق، إن هذه الفكرة كانت نتيجة طبيعية لفكرة أخرى مفادها أن الكتب التي وصلت إلينا باللغة العربية، والمنسوبة إلى فلاسفة وكيميائيين قدامى، قد ألفت من قبل العرب أنفسهم. والظاهر أن روسكا لم يستطع أن يفسر حقيقة أن هذه الكتب المزيفة ذات مستوى أكثر بدائية بكثير من الكتب العربية إلّا بافتراضه وجود مدرستين مختلفتين، بل ومفصولتين جغرافيّا. ويبدو أنه لم يسأل نفسه عما إذا كان ممكنا وجود


) in: stud ,z.gesch.d.chemie ,berlin ١٩٢٧ ,p.٤٧ (١) كتب السبعين لجابر بن حيان)
ruska, diesie- bzigbucherdesgab iribnhajjan
. (٢) «أما فيما يخص الصيغة الداخلية لهذه الكتب فإني أعتقد أنه بإمكاني هنا كذلك إيجاد بعض المعالم المشتركة التي تؤكد أنها نتاج المدرسة الغربية وأنها تختلف بوضوح عن كتب جابر أو الرازي. فبينما نستطيع أن نتبين محاولات جابر الأولى الجادة إزاء مسائل الفلسفة الطبيعية وموقف الرازي صاحب الاتجاه العملي إزاء الكيمياء، يغلب على المدرسة الغربية، الاستشهاد بالأساتذة الأوائل وتعتيم التعاليم الكيميائية بالعرض المرموز أو بالزخرف البليغ أو اختلاق أسماء مستعارة ومقارنات جديدة. وهكذا تؤدي دراسة هذه الكتب دائما إلى النتيجة نفسها وهي أنّ الكيمياء في مصر المسلمة لم تكن قائمة فيما بين القرن التاسع وحتى القرن الثالث عشر، على قاعدة تجريبية وإنما كانت قائمة على الاختلاق الأدبي المطلق وعلى عبث الخيال. ولسوف تقدم دراسة فاحصة لبعض النصوص العربية الأصل، المعروفة فقط في ترجمة لاتينية، قرائن أخرى بالنسبة لهذا الافتراض». روسكا فى مصحف الجماعة ١٩٣١ م، ص ٣٢٠.