٢ - بدأت ترجمة الكتب اليونانية (إلى العربية) في عهد المأمون أي نحو عام ٢٠٠ هـ، وهذا العهد هو عهد نشأة الاصطلاح العربي (التقني).
٣ - الكتب المزيفة العربية ألّفها العرب أنفسهم ونسبت إلى العلماء الأقدمين.
وهذه الكتب هي في نظرنا ترجمات ومن أكثر المصادر أهمية في مجالات عدة وبخاصة في مجال الكيمياء. وعلى ضوء هذه الأفكار اكتسب رأي شيدر h.h.-schae -der القائل: بأن كتاب جابر «البيان» كان كتابا للإسماعيلية (انظر بعده ص ٢٥٢) - أهمية أكبر بكثير مما ينبغي، لدى دراسة مجموع جابر. أما إلى أي مدى يمكن إثبات آراء جابر الإسماعيلية القرمطية في كتابه هذا وكتبه الأخرى، فتلك مسألة أخرى.
ومهما يكن من أمر فلا يمكن لهذا الجانب أن يكون حجة في تفنيد مجموع جابر، ذلك لأنه لم يكن هناك اختلاف وحتى في حياة كراوس نفسه، في أن مذهب القرامطة والإسماعيليين الأوائل قد نشأ قبل نهاية القرن الثاني الهجرى (انظر بعده ص ٢٦١) الأمر الذي تؤيده أحدث الدراسات بقرائن أخرى عن مصادر قديمة.
وبهذا الرأي القائل بعدم أصالة مجموع جابر، كان لا بدّ من إسقاط أحد العلماء من تاريخ الكيمياء، من الممكن إبرازه- إذا طرحنا هذا الرأي جانبا- كواحد من أعظم الكيميائيين. ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل إن كل الأخبار الأخرى حول نشاط أدبي في هذا المجال تأخذ- إذا ما سلمنا بهذا الرأي- طابعا أسطوريّا، وبخاصة ما ألفه أشخاص يفترض وجود رابطة بينهم وبين جابر. وقد يبدو هذا الأمر في نظر بعض مؤرخي التراث والحضارة الإسلامية صحيحا وطبيعيّا، لكننا نرى أننا- وبسبب ظواهر كثيرة في تاريخ العلوم الطبيعية العربية وما اكتشف حديثا من مواد في المخطوطات تتفق مع المعلومات الواردة في المصادر- مضطرون إلى تمحيص النظريات والتصورات حول الكيمياء العربية خلال القرنين الأولين بعد الهجرة والتي يتميز معظمها بموقف رافض.
وبهذا يصبح أمر قبول أو تفنيد صحة مجموع جابر معضلة من أهم معضلات تاريخ