للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجابر يعدّ صنعويّا بالدرجة الأولى، وإن كانت اهتماماته امتدت إلى الطب والطبيعة والرياضيات والفلسفة وإلى كل فروع العلوم الأخرى المعروفة في زمنه تقريبا.

ويرجع الفضل إلى هولميارد الذي كان أول من كشف منزلة جابر الرفيعة في تاريخ الكيمياء وكشف تطوير جابر للصنعة إلى علم تجريبي منظّم ووجد أن أهميته تتساوى مع أهمية بويل ولافوازية (١). كذلك كان كراوس أول من قام بدراسة أعمال جابر، سواء في الكيمياء أو في فروع أخرى، دراسة جوهرية مسهبة.

ومن العلامات المميزة في الصنعة عند جابر تدبير الأكاسير لا على أساس معدني فحسب، بل كذلك على أساس مواد حيوانية ونباتية. بل إنه يفضل الإكسير الذي يرجع إلى مواد حيوانية، لما لهذه المواد من فعل أقوى بكثير مما للأكاسير الأخرى (٢).

ويرى أنه يمكن عمل أكاسير مختلطة بهذه المواد المذكورة، من ذلك مثلا: إكسير نباتي- حيواني، وإكسير نباتي- معدني، وإكسير حيواني- معدني، وإكسير نباتي- حيواني معدني. ولا يمكن بلوغ هذه الأكاسير المختلفة وكذا الإكسير الأعظم، أي العقار العام لكل المعادن، لا يمكن بلوغها عن طريق التدبير واتّباع مكتوبات الأجيال السابقة، فمثل هذه الأكاسير لن يكون لها إلا قيم تقريبية.

ولا بد للحصول على الإكسير الصحيح من الرجوع إلى أصول أكيدة واستيفاء كل أسباب الدقة. وقد اعتمد جابر في ذلك على فكرة أن كل الأشياء في العالم الطبيعي تتركب من عناصر أربعة، تشكلت هي بدورها من أربع كيفيات (أصولية). ومن الممكن، عن طريق الميزان، معرفة نصيب الطبائع الأربع في كل جسم، وبالتالي تجديد تركيبه بدقة تامة. وبهذه الطريقة، يمكن للكيميائي أن يتحكم في كل التغيرات التي


: e.j.holmyard (١) جابر بن حيان، مجلة؛ ٥٧ - ٤٦/ ١٩٢٣ /١٦ proc.oftheroy.soc.ofmed.,sect.hist.ofmed.: وانظر كذلك: ما كتبه روسكا بعنوان p roblemedergabier -forschung: في مجلة.١٠٠/ ١٩٢٥ /١٤: islam
(٢) كراوس، ii ص ٣.