للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عضوية ونظرية استعمال النشادر ذي الأصل العضوي وغير العضوي لا يمكن التحقق من وجودها في كتب بليناس، وعلى هذا، فإن مهمة تاريخ الكيمياء في المستقبل أن تقوّم المواد المتوافرة في هذه الكتب ضمن تاريخ الكيمياء العربية. ولطالما نبّه كراوس إلى أهمية الكتب المزيفة هذه في المصادر التي استعملها جابر، غير أنه لم يعلق- على ما يبدو- أهمية خاصة على المقارنة بين هذه الكتب التي عرفها وبين استشهادات جابر لأنّه اعتبر تلك الكتب من نتاج العهد الإسلامي بوجه عام. والكتاب الوحيد من هذا النوع الذي أخذ كراوس دوره في نظام جابر الكيميائي بعين الاعتبار هو كتاب «سر الخليقة» لبليناس ومع أنه أشار إلى أصل الكتاب السرياني، لكنه يرى في الصورة التي وصلت إلينا، تحريرا عربيّا تم في عهد المأمون. ولقد اعتقد كراوس أنه وجد لدى المقارنة التي أجراها بينهما- وهي في الواقع ليست دقيقة عميقة الجذور- أن جابرا نحل بليناس أفكارا غير موجودة في كتاب «سر الخليقة» أصلا، ويذكر منها: تطبيق نظرية الميزان في التوليد، وهي فكرة غير معروفة في نظام بليناس الكيميائي ونظامه الكوسمولوجي في التوليد إطلاقا. ولقد اعتبر كراوس أن هذه المواضع تمثّل تتمات ومبتكرات جديدة نسبت إلى بليناس في العالم الإسلامي وقبل وجود جابر، ثم يورد كراوس خبرا ذكره جابر وفهم منه خطأ أن جابرا يقول فيه على لسان بليناس إن اللغة العربية هي أفضل اللغات في ملاءمتها لتطبيق نظرية الميزان (انظر بعده ص ٢٣٢).

فضلا عن ذلك فلقد عرف كراوس كتابا آخر في الكيمياء لبليناس (كتاب الأصنام) أشير فيه إلى كتاب «سر الخليقة» من جهة وإلى المكتوبات الكيميائية الهرمسية وهي أصول كتاب «سر الخليقة» من جهة أخرى (اللوح الزمردي)، ويرد فيه أنه قد ترجم إلى اللغة العربية في عهد خالد بن يزيد. ومن المؤسف، أن كراوس اعتبر هذا ..

محض اختلاق (f ictionlitteraire) على الرغم من رأيه بأن القيام بدراسة شاملة لهذا الكتاب هو أمر محبذ سيؤدي إلى إيضاح فصل مهم من تاريخ الهرمسية العربية (١).

ويرجع الفضل الكبير في الإشارة إلى أهمية الكتب المزيفة كمصادر من قبل الإسلام للكيمياء العربية إلى، (٢) stapleton وقد توصل إلى هذه النتيجة عن طريق دراسته


(١) كراوس ii ص ٢٩٧، ن ٥ وانظر كذلك بعده ص ١١٧
(٢) The Antiquity of alchemy: H.E.Stapleton في مجلة.٤٣ - ١/ ٥٦ - ١٩٥٣/ ٥ ambix