للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذي أدخله جالينوس لم يحظيا بالرضا عند جابر، ذلك لأن هذا التصنيف قام على الحس وبخاصة حس اللمس، فالحكم الذي جاء على هذه الطريقة لا يمكن إلا أن يكون مشبوها (١). وحتى لو اشتركت أعضاء الحواس جميعها بالحس ما كان ليمكن تحديد الكيفيات السائدة في شيء ما بدقة، ناهيك عن تحديد قوة هذه الكيفيات (٢).

فعلماء الماضي القديم إما أنهم أشاعوا فرضية غامضة هكذا لا على التعيين دون أن يبذلوا جهدا في إثباتها أو أنهم عرفوا الأسباب الحقيقية لترتيب العقاقير على حسب قوة الكيفيات ولم يذكروها في كتبهم حتى لا يصل سرهم لغير أهل الخبرة (٣). ولقد ناقش جابر نتائج الخبرة الطبية ليمكّن القاريء أو بالأحرى التلميذ من بلوغ الهدف المنشود، وهو يلمح دائما إلى أن حل المشكلة يتجاوز مجال التجربة بعيدا (٤).

كذلك فقد عالج جابر نظرية الماضي البعيد في تجانس الأفلاك، عالجها في إطار «علم الميزان» وحاول أن يجد تفسيرا للعلاقة القائمة بين التجانس الموسيقى السائد في أفلاك السماء وبين تجانس عالمنا الجسدي (٥).

وفيما يتعلق بالأساس العددي لنظامه في الميزان فقد انطلق جابر قبل كل شيء من فكرة أن هناك علاقة ما بين الحروف وبين الطبائع، ترجع إلى أسس محكمة. فنجد في مؤلفاته السلسلة العددية ١، ٣، ٥، ٨ ذات المجموع ١٧ وكذلك العدد ٢٨ وقد


(١) المصدر السابق ص ١٨٨ - ١٩١.
(٢) المصدر السابق ص ١٩٢.
(٣) كراوس ii ص ١٩٢.
(٤) المصدر السابق ص ١٩٢.
(٥) المصدر السابق ص ٢٠٣ وما بعدها.