للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عام ١٩٣٠ مرة أخرى وباقتناع أنه تمكن فى مقالاته السابقة من إثبات زيف الكتب الثلاثة جميعها (١). وربما كان أفضل دليل على أن روسكا لم يعوّل فى زعمه ذاك على حجة صحيحة، وإنما توصل إلى هذه النتيجة طبقا لأفكار غير موضوعية. ربما كان ذلك فى تصحيحه هو ذاته الذى ساقه عام ١٩٢٨: «وحتى قبل خمس سنوات خلت، كنت أعتقد أن بيانات الفهرست فيما يتعلق بنشاط أدبى شامل للصنعوى، فى مجال الرياضيات والفلك والسحر والفلسفة والطب وأمور الحرب أنها من عالم الأساطير ... » (٢). من المحتمل جدّا أن روسكا اتخذ موقفا أكثر إيجابية تجاه موضوع جابر ما بين عام ١٩٢٥ وعام ١٩٣٠، وذلك بتأثير اكتشافات هولميارد. وكما يؤخذ من أول مقال له، تغير فيه هذا المفهوم، يتعلق بكتب جابر السبعين (٣)، فقد اضطر روسكا إلى أن يتراجع وبخاصة فى مقاله «العدد والصفر عند جابر بن حيان» (٤)»


(١) «لقد كنت أعتقد أنى بينت أن كتبا ثلاثة من الكتب التى نشرها برتلو على أنها كتب جابر، أن هذه الكتب الثلاثة ما هى إلا زيوف: كتاب الرحمة الصغير وكتاب الموازين الصغير وكتاب الملك». (التقرير السنوى الثالث ص ١٧).
(٢) arohivf.gesch.d.math.١١ /١٩٢٩ /٢٥٨.
(٣)
diesiebzigbucher desgabiribnhajja n: studienzurgeschi chtederchemie, festgabeed- mundo. v. lippmann .... berlin ١٩٢٧, p. ٣٨ - ٤٧.
(٤) في archivf.gesch.d.math.١١ /١٩٢٩ /٢٥٦ - ٢٦٤.: وبهذه المناسبة ينبغى وقبل كل شئ التنويه بتراجعه الواضح عن موقفه السابق تجاه مسألة جابر: «لقد اعتبر جابر وحتى وقت ليس بالبعيد شخصية علمية مشكوكا فيها إلى درجة قصوى، ليس هذا فحسب بل كان يشكك- وبحق إلى حد ما- حتى في شهرته في السيمياء وهي أول مجالات اختصاصه. لقد غيرت الدراسات الجديدة هذا الموقف تغييرا جذريا. فحتى قبل خمس سنوات خلت كنت أعتقد أن بيانات الفهرست فيما يتعلق بنشاط أدبى شامل للصنعوى فى مجال الرياضيات والفلك، والسحر والفلسفة والطب وأمور الحرب أنها من عالم الأساطير. أما اليوم فلا يمكن التشكك فى أعمال جابر الطبية والفلسفية بعد ما أخذت تتضح أكثر فأكثر ليس من خلال الكتب الصنعوية التى تكتشف شيئا بعد شئ، فقط وإنما أيضا عن طريق مؤلف طبى ضخم. وبهذه الرسائل الصنعوية وكذلك بكتاب السموم الضخم لا توثّق بيانات الفهرس الكبير بكتب جابر الوارد في الفهرست لابن النديم فحسب، وإنما يوثّق أيضا جزء من الفهرس الثانى، فهرس المجموع الذي كان قد أثار شكوكا محقة بسبب ذلك العدد الهائل من المؤلفات التي يزعم جابر أنه صنفها فى موضوعات طبية وطبيعية وفنية وفلسفية وموضوعات أخرى. لقد ذكرت عناوين الكتب الطبية والعلمية التى وردت فى هذا الفهرس كذلك فى كتاب السموم، كما جاء فى الكتاب نفسه مقطع طويل من كتاب في الأعمال الحربية كما يقابلنا التعليم المدرسى الفلسفى فى كل صفحة تقريبا من صفحات الكتب المكتشفة من جديد. إن هذا التوثيق المطلق لمحتوى الفهرس الثانى يجعل من العسير أن تعتبر بياناته بالذات فيما يتعلق بأعمال جابر الرياضية ضربا من الأساطير. فإذا ما ذكر جابر أنه صنف شرحا لأقليدس وشرحا للمجسطى وأنه حسب زيجا، فهل لنا ألا نصدق ذلك في زمن ما شاء الله ونوبخت، naubacht لا لشئ إلا لأن ابن النديم لم يذكر هذه الأعمال حتى ولو مرة عند سرده للرياضيين ومؤلفاتهم أو لأنه ليس بين أيدينا توثيق ما من جهة أخرى؟ » (العدد والصفر في مجلة أرشيف في تاريخ الرياضيات ١١/ ١٩٢٩/ ٢٥٨ - ٢٥٩).