(٢) لقد ذكر على سبيل المثال: « .. فإنه يبقى الشئ الكثير ضد الفهرس (الكتب) مما يبرر رفضه، بل بدا اعتباره وحتى قبيل سنوات مضت ضربا من الزيف الفاضح الواضح أمرا مسلما به. يتجلى الشك بخاصة فى المؤلفات الرياضية والطبية التى يزعم جابر أنه ألفها، إذ كيف يتاح لعربى أن يكون، نحو منتصف القرن الثامن، قادرا على إنجاز مثل هذه الأعمال، مع العلم أن أقدم مؤلّف عربى نعرفه فى الطب والعلم الطبيعى يرجع إلى عام ٨٥٠ م، وأنه لم يكن هناك وحتى مطلع القرن التاسع الميلادى أى ترجمة عربية لأقليدس أو بطليموس؟ لقد أبطلت اكتشافات السنوات الأخيرة، التى لم تكن فى الحسبان، هذه التحفظات الناقدة، ولم تؤد إلى موقف جديد كليّا تجاه عمل جابر بمجموعه فحسب وإنما أدت إلى انقلاب جذرى فى آرائنا حول مصادر العلم العربى». (المصدر السابق ص ٢٢ - ٢٣). (٣) يقول: «لقد اعتبر كتاب هرمس «اللوح الزمردى» فى السيمياء اللاتينية ومن نحو عهد البرت الكبير، كتابا غامضا وكموجز متعمق للحكمة الصنعوية جميعها. ولما لم يكن الكتاب معروفا إلا بالنص اللاتينى فقد عد بعض مؤرخى الكيمياء اللوح زيفا متأخرا، وألحقه البعض الآخر بالسيمياء اليونانية- المصرية. أما وقد عرفنا الكتاب الآن وبأشكال عربية مختلفة فإنا نعلم أنه يشكل نهاية كتاب حول أسرار الخلق ينسب إلى بليناس أو إلى هرمس. وقد وصل الكتاب إلى يدى جابر بدليل أنهيذكر اللوح فى الرسالة الثانية المخصصة للبرامكة من كتاب المائة واثنى عشر كما ورد في ذلك الكتاب بالذات. فإلى أى وسط يرجع مؤلف هذه الكوسمولوجيا الصنعوية- النجومية؟ وهل يعقل أن الكتاب من الأصل عربى أم أنه ترجم عن الفارسية، عن السريانية؟ وأين نتحرى طائفة الفلاسفة الذين عولوا على أبولونيوس وهرمس؟ ومن هو ساجيوس الذى صرح بأنه مترجم الكتاب؟ وهل المدخل الفلسفى الذى تصدر الكوسمولوجيا وفيه هجوم على الغنوسطيين وفرفوريوس. هل هو من الكتاب هذا بالأصل؟ وقبل كل شئ إلى من يعود تركيب الكل؟ يبدأ الكتاب بفلك النجوم الثابتة فالكواكب من زحل وحتى القمر ثم الظواهر فى الهواء، أما الأبواب التالية فخصصت للمعادن السبعة ونشأتها من الزئبق والكبريت كما خصصت للأحجار الكريمة والأملاح والأجسام القابلة للاحتراق. وخصص الجزء المتبقى من الكتاب للنبات والحيوان والحجر. ترى هل هناك كتب أقدم يمكن اعتبارها مراحل سابقة لهذه الكوسمولوجيا العلمية؟ أما أنا فلم أجد شبيها حتى الآن إلا فى بعض أبواب ال، «pistissophia» وهو كتاب غنوسطي مذهبى، فكيف السبيل لتجاوز هذه المسافة؟ » (المصدر السابق ص ٢٥ - ٢٦).