للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الروايات والبيانات وكل الآراء المتفقة مع الروايات فيما يتعلق بزمن حياة جابر، كل هذا لا أهمية له، فجابر لم يكن حيّا والكتب التي تحمل اسم جابر ما هي إلا من نتاج القرن التاسع/ العاشر الميلاديين (١).

ومع أن روسكا كان يتطرق خلال السنوات العشر التى تلت ذلك إلى جابر في دراساته للصنعة العربية، إلا أن كراوس اعتبر ومنذ عام ١٩٣٠ المؤشر في دراسة مسألة جابر. وبعد اثني عشر عاما (١٩٤٢ - ١٩٤٣) نشر كراوس نتائجه فى مجلدين (٢).

ووفق فى تحديد نحو ٧٠% من المخطوطات المحفوظة، خصص لها وللكتب التى لم تعرف إلا بالاسم أو الاقتباس، فهرسا ممتازا شغل المجلد الأول من الكتاب وتناول فى المجلد الثانى دراسة أعمال جابر في مجموعها بالتفصيل. لا تختلف آراؤه فيما يتعلق بموضوع شخصية جابر التاريخية عن آرائه التى سبق له أن نشرها في مقاله «تداعي أسطورة جابر». غير أنه كان للنتائج التى استخلصها فيما يتعلق بأهمية المجموع الجابري بالنسبة لتاريخ العلوم، كان لها أهمية أكبر بكثير مما كان متوقعا.

فضلا عن ذلك فلقد قدم كراوس فى كتابه مادة بالغة الأهمية للدراسات التالية فى العلوم العربية، انتفع المجلد هذا الذي بين أيدينا بغزارة من هذه المادة بالرغم من اختلافنا مع كراوس سواء بالنسبة لتحديد التاريخ أو بالنسبة للفكرة التي تفيد أن تحديد التاريخ المتأخر للكتب التى باسم جابر لا ينال من أهمية هذه الكتب (٣). أجل فنحن نعتقد أن قبول زمن حياة جابر كما جاء والتسليم بأصالة كتبه أن هذا سيلقى ضوءا جديدا كلية على العلوم العربية، وأن حل العديد من المسائل الرئيسية يتعلق مباشرة بأصالة تلك الكتب، وهذا هو السبب الذى دفعنا لمناقشة النتائج المذكورة في إطار كتابنا هذا، تلك النتائج التى تزعم أن مجموع جابر صنف من قبل مدرسة صنعوية ما بين


(١) المصدر المذكور له آنفا ص ٢٢
(٢) p. kraus, jabiribnhayyan, contributional'h istoiredesideess cientifiquesdans l'islam. vol. i. lecorpusdesecrit sjabiriens. kairo ١٩٤٣; vol. ii. jabiretlascience grecque. kairo ١٩٤٢.
(٣) (التقرير السنوي الثالث: drit terjahresbericht (ص ٤١.