١ - لقد أشير إلى أن ابن وحشية نفسه ينتمي إلى الكلدانيين القدماء وأنه فهم لغة السلالة التي هو منها بل فهم اللهجات المختلفة عندهم. ٢ - كما يمكن تفسير هذا الحال أصلا برسوخ اللغات السامية. أما إلى أى مدى يمضى هذا الرسوخ والتماسك في هذه اللغات فيمكننى إيضاحه بالواقعة التالية: أعرف رجلا غير متعلم من أهالى مكة «المكرمة» لا يعرف من قواعد النّحو العربي شيئا ومع هذا فإنه يفهم قصائد عربية قديمة فهما جيدا، بل يتكلم اللغة العربية القديمة دون إهمال التنوين. وقد أكد لي هذا العربي أن أهل بلده في وطنه يتكلمون اللغة العربية القديمة ويقرءون الكتب العربية القديمة باستمرار ويفهمونها. فإذا كان بمقدور عربي غير متعلم فهم قصائد نظمت قبله بنحو ألفعام وبعضها بلاغى، فإنه لمن المحتمل كذلك أن يفهم كلدانى متعلم النثر البسيط في الكتب التي صنفها أسلافه قبله بألفي عام. ف قوتعامي، الذي كثيرا ما يقتبس عن كتب صنفت قبله بأكثر من ألف عام لم يتذمر مرة واحدة من الصعوبات التي ربما سببتها له لغة تلك الكتب، وقد كانت هذه الكتب منتشرة ومقروءة بوجه عام. بل وقد نصح قوتعامى الفلاحين أن يتلوا أيام الجمع الفقرات الأخلاقية من كتب يشيتا «aischit» الذي عاش قبله، بألف عام على الأقل- دون أن يخشى أن عامة الناس لن يفهموا ما يتلى عليهم، أضف إلى ذلك أنه من المحتمل كذلك أن اللغة القديمة فى الكتب البابلية كان يطرأ عليها بين الحين والآخر شئ من التحديث من قبل كلدانيين متعلمين ومتباينين وأنه بذلك استبدلت كلمات وألفاظ قديمة بالية بكلمات وألفاظ جديدة، الأمر الذى يدعو للظن أن ابن وحشية ربما ترجم الكتب ولم يترجم الكلمات الخاصة بالبابليين القدماء». ولقد أشار v.gutschmidt. إلى المقارنة التي هى في غير محلها حينما قورنت اللغات السامية الأخرى باللغة العربية، أشار إلى ذلك في كتابه: «مؤلفات صغيرة kleineschriften «ص ٥٨٠، معللا ذلك بأن رسوخ واستقرار اللغة العربية يرجع إلى دور القرآن «الكريم». (٢) انظر بخصوص هذه المقاطع وغيرها كتاب»: vongutschmidt المؤلفات الصغيرة» م ٢ ص kleineschriften ٦٧٦ - ٥٩٥