للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما توفر له من مادة من كاترمير. وقد درس ماير المضمون النباتي والتنجيمي بعد أن أشار إلى بعض القرائن التاريخية بالنسبة لتحديد زمنه: «كلما توغلنا في مضمون الكتاب أكثر فأكثر، كشفت ليى تلك المقتطفات القليلة المتيسرة، آثار بناء مدرسي صلب. إنه نظام غرس الأشجار والفلاحة، قام على أسس طبيعية، انطلاقا من أصول عامة، متدرجا في التقدم حتى أدق تفاصيل معالجة كل نبات أهلي خاص واستعمالاته، ولم تنس خلال ذلك حتى النباتات البرية الصالحة للاستعمال. يوازي هذا النظام ويرتبط به أوثق ارتباط، نظام آخر محكم هو نظام التنجيم وربما جارى هذا النظام نظام السحر خلال الكتاب كله ... » (١). لقد ذكر ماير كل النقاط التى تحول دون الاعتقاد بأن الكتاب صنف قبل القرن الأول الميلادي ويتابع قائلا: «لقد عولج أكثر ما عولج بإسهاب علم الأراضي الذي قال عنه قوتعامي، بل حتى ضغريت، قالا إنه أساس في الوقت نفسه جوهر علمالزراعة برمتها، ذلك لأن الأرض هي أصل النبت. ولقد ميزت أنواع تربة كثيرة وأكثر مما ميزت عند اليونان والرومان، ميزت بلونها وبرائحتها وطعمها وملمسها بين الأصابع كما ميزت وفقا لتماسكها وحالها في حالة البلل وفي حالة الجفاف وبحسب مكوناتها الخشنة والناعمة ... الخ، كذلك فقد نصح أن تجرى عليها تجارب معينة لاختبارها، يتفق الكثير منها مع تجارب اليونان والرومان من هذه التجارب أن تنقع كمية من التراب في وعاء فيه ماء نقي وقتا طويلا ومن ثم يستدل على طبيعة الأرض من الطعم الذي اكتسبه الماء. كذلك عولج علم الأسمدة بالمستوى نفسه وبالتفصيل الذي يذكر في النماذج اليونانية الرومانية، وكثيرا ما تجاوزها، من ذلك على سبيل المثال التعاليم المتبعة في تهيئة ما يسمى السماد النباتي «compost» ويتكرر الحديث المتعلق بالأنواع الملائمة من تربة وسماد وسقاية والتى تتقدم على غيرها، يتكرر هذا عند كل نبات جنائني خاص، الأمر الذي قلما نجده عند اليونان والرومان. ومن أراد مزيدا من الاتفاق بين أنباطنا وبين سكان بلاد الغرب، عليه أن يقرأ مواد الوقاية من أمراض النباتات والحيوانات الضارة، فسيجد فيها أشياء كثيرة معروفة منذ أمد بعيد» (٢).


(١) المصدر المذكور له آنفا ص ٥١ - ٥٢.
(٢) ماير فى المصدر المذكور له آنفا ص ٥٤ - ٥٥.