للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العنيف، بقيت فيما تلى ذلك من وقت، مع بعض التعديلات الطفيفة، أساس الدراسات المتعاقبة. لنطرح الآن السؤال التالي وبعد ١١٠ سنين من نشر نظرية gutschmid هذه: ما الذي دعا vongutschmid أن يؤكد أن المؤلف الذي يدعى بخفة أنه بابلي قديم والذي حدّد ماير ورنان زمن حياته، بناء على قرائن عديدة، ما بين القرن الثاني والسادس بعد الميلاد، ما الذي دعاه أن يعتقد أن المؤلف عربي أو بعبارة أدق أن المؤلف هو ابن وحشية نفسه؟ لقد عول، vongutschmid الذي كان مقتنعا بأنه قدم الأدلة الدقيقة إزاء كل زعم جاء به (١)، عول في كل قول يفيد بأن الكتاب ما هو إلا تزوير من قبل ابن وحشية، على تركيبة غريبة فريدة من نوعها، فهو يرى أن ابن وحشية قصد بحكم الكنعانيين الأجنبي الجاثم على بابل، الحكم العربي، وعني بدين الاشيثيين الخرافي المتسلط والذي ساد بابل وبلاد الرافدين وسوريا، عني به الإسلام، كما عني بالخلفاء أو الممثلين ل «أشيثا» المرموقين، الخلفاء العباسيين (٢). وقد هاجم، ewald وبحق كما أعتقد، تركيبة vongutschmid بالعبارات التالية: «وإذ لا يمكن لأحد أن يستنتج من اسم ishitha الخلفاء ومن اسم الكنعانيين، العرب والمسلمين، ولا أن يستنبط ولو إشارة واحدة (من كتاب الفلاحة النبطية المعروف في الوقت الحاضر) تؤدى إلى فهم الاسم هكذا، وإذ كان ذلك كذلك فإن هذا الاختلاق بكامله اختلاق لا يستساغ وغامض بلا شك بل عديم الجدوى والفائدة. أضف إلى ذلك ما يفترى على أشيثا وعلى الكنعانيين هؤلاء من أشياء لا تنطبق على الخلفاء والمسلمين إطلاقا، مما كان يقتضي أن ينهار الغرض من هذا الاختلاق تماما وقبل أن يقدر أن يتضح أصلا.

ونحن لا نلمح في كل هذه المعلومات شيئا واضحا ناهيك عن شيء منطقي صحيح بكل جوانبه (٣). وردّ vongutschmid على ewald بقوله إنه «رأى في الاعتزاز الوطني


(١) «مؤلفات صغيرة kleineschriften «م ٢ ص ٧١٨.
(٢) المصدر السابق ص ٧٣٩، وأكثر تفصيلا في ص ٦٨٩ من المصدر السابق.
(٣) انظر ewald في المصدر المذكور له، ص ١٠٢.