النص، فقد حلا لروسكا أن يعزوه إلى مؤلف عربى مزعوم وإلى مصادر عربية (المصدر السابق ص ٢٩٥)، فيجب البحث عنه في الترجمات العديدة التي عثر عليها حديثا، فالعبارات التي يقال إنها تكشف عن المؤلف بأنه مسلم (روسكا: المصدر المذكور له آنفا ص ٣٠) يمكن أن تكون بخطوطها العريضة من مؤلف يؤمن بالوحدانية عموما (برتلو: كيمياء chimie ج ١ ص ٢٥٤)، وقد تكون دخلت مثل هذه العبارات النص من خلال الترجمة وما تلاها من رواية، وقد تكون دخلت من خلال تحرير ما في أوساط مسلمة.
ويبدو أن المصحف يرجع إلى زمن سابق لعهد زوسموس أي إلى ما قبل عام ٤٠٠ ب. م، لكنه زمن يقع بعد زمن نشأة كتب ذو مقراطيس المزعوم وكتاب قراطيس (كتاب قراطيس الحكيم؛ انظر قبله ص ٧٥). هذا وينبغي التحقق فيما إذا كان المؤلف قد عرف كتب اسطانس وأغاذيمون وآرس وغيرهم مما وصل الينا ام لا. فكتاب مهراريس هو أقدم كتاب اتخذ المصحف مصدرا (روسكا: المصدر المذكور له آنفا ص ٣٢٠؛ انظر بعده ص ١٥٤) وهو من القرن الخامس أو السادس الميلاديين في الغالب.
ومن الصعب القول يقينا فيما إذا كان جابر قد عرف المصحف أم لا، بيد أنه من الثابت معرفته لحوار (مناقشة) الفلاسفة في مسائل صنعوية، إذ أنه خصص لهذا الموضوع كتابا مستقلّا، كما أخبر عن ذلك في كتابه المجردات (كراوس ج ٢ ص ٥٩، المصدر السابق ص ٤٨). أما عنوان الترجمة العربية للمصحف فهو: مصحف الجماعة والكلمة الأولى من هذا العنوان تذكّر بمصحف الصور ل زوسموس. ترى هل استعملت هذه الكلمة في الترجمات الصنعوية الأولى إلى اللغة العربية؟
هذا ومما يؤخذ من مدخل النص اللاتيني أن مقرر الجلسة المزعوم أرخلاوس، اعتبر مؤلفا أو جامعا لهذا الكتاب (انظر شميدر: k.chr.schmieder تاريخ السيمياء ١٨٣٢ halle ,geschichted.alchemie ص ١٢٧). والغالب أن الصنعويين العرب