المعاصر، لما عرفت من وقوفها على القديم واتصالها بالحديث، وقد أدركت منها: الأساتذة الدكاترة: محمد بن شريفة، وعباس الجراري، وعبد الهادي التازي - في الرباط، والأستاذ الدكتور عبد السلام الهراس، وعبد الوهاب التازي، والشاهد البوشيخي - في فاس، والأستاذين حسن الوراكلي وإسماعيل الخطيب - في تطوان، وعباس الجراري أكثر هؤلاء اتصالًا بالحديث، مع روافد تراثية خصبة.
ونأتي إلى الطبقة الثالثة: كتاب الرواية والقصة والمسرحية والشعر والحديث، وكتَّاب هذه الفنون الأدبية في المغرب يعالجونها على النحو الذي تعالج به في مصر والشام والعراق وسائر بلاد المشرق سواء بسواء، من حيث البناء والمضامين والانتماءات الفكرية المختلفة.
وتطالعك من كتاب الرواية والقصة أسماء: عبد الكريم غلاب، وإدريس الخوري، وبوشتي حاضي. ومن كتاب المسرحية: عبد الكريم برشيد، ومصطفى الزباخ، ومن الشعراء: محمد الصباغ، وحسن الطريبق، وأحمد المجاطي، وعبد الكريم الطبال، ومحمد السرغيني، ومحمد بن ميمون، ولا شك أن هناك كثيرين غير ما ذكرت ممن عرفت خلال رحلتي الاثنتين إلى المغرب.
وهذه الطبقات الثلاث من علماء وأدباء المغرب تواصل إنتاجها بثراء وغزارة، وبجمعها كلها عتاب شديد على أدباء المشرق لإعراضهم وتجافيهم عما تنتجه القرائح المغربية، وهذا العتاب يأتيك هامساً رفيقاً من طبقة الشيوخ، وتسمعه صاخباً غاضباً من طبقة الشباب، فعلى حين يرى الشيوخ أن هذا الإعراض والتجافي إنما جاءا نتيجة عوامل اصطنعت في الأمة العربية اصطناعاً لتلفتها عما وجدت عليه آباءها، وهي إلى زوال وانقضاء، يرى الشباب أنهما - الإعراض والتجافي - نغمة من مقام التفوق الثقافي الذي يحس به المشارقة نحو المغاربة، وآية ذلك هذا السيل من الكتب التي تحمل عناوين توحي بالشمولية، مثل «دراسات في الشعر العربي المعاصر» من مصر، و «الشعر العربي الحديث وروح العصر» من العراق،