للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأشار إلى لغات العالم المعروفة وقت نزول القرآن، ثم أورد كلاماً عزيزاً عن القرآن، وأورد اجتهادات في لغة آدم عليه السلام، التي تكلم بها على الأرض مهبطه من الجنة.

وتحدث عن استعارة معاني الأفعال، وحدود الأخذ والاستعارة من اللغات الأخرى.

ولهذا المؤلف اجتهادات جيدة في الاشتقاق، وتأصيل عربية بعض ما يظنه الناس أعجمياً، مثل «جهنم» وتخطئة بعض اللغويين العرب في أصل «إبليس» واشتقاقه.

وهناك أمر لا يزال المؤلف يعتاده ويلم به كثيراً، وهو الرد على المستشرقين ومن إليهم من متحذلقة الأساتيذ في هذا القرن، الذين أدركتهم عجمة العلم واللسان ... أو كما قال. وقد رد على المستشرقين في طعنهم على القرآن، وأنه وحي من الله يوحى على خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم.

ولعل أغنى بحث فيما وقع لي من أصول هذا الكتاب: هو الكلام على اسم أبي إبراهيم عليه السلام، وهو «آزر» في القرآن، و «تارح» في التوراة، وقد تختلف مع المؤلف في بعض ما انتهى إليه من الربط بين «آزر» و «تارح» ولكنك تكبر فيه صدق الجهد وقوة الحجة.

وهكذا تتوالى القضايا في هذا الكتاب النفيس. على أني أحب أن أسجل ها هنا أن كلام هذا الكاتب - وأنا لا أعرفه - لا تستطيع أن تفرق فيه بين أصل وحاشية، بل إن كثيراً من حواشيه ينبغي أن تنقل إلى صلب الكتاب أو متنه، وتأمل مثلًا حاشيته في الفصل الأول عند حديثه عن صور المغايرة بين العربية والعبرية، في توجيهه لتسميته صلى الله عليه وسلم «محمداً» ومظهر الحمد فيه، وما تلا ذلك من حديثه عن «الموابية» والمقارنة أو الموازنة بين «ساذج» و «سادة»، و «كيسر» المعرب إلى «قيصر»، والاسم الإسباني «رذريجو» المعرب إلى «لذريق» ... وغير ذلك من العلم المنثور في حواشي الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>