للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المواضع قول أبي فهر: "وأما ثاني اللفظين الطليقين، وهو "مُدِلّ"، فقد أساء الناس فهمه، وتبعوا في ذلك المرزوقي، حين فسره بأنه: "هو الواثق بنفسه وآلاته وعدته وسلاحه"، فهذا تفسير يذبح الشعر بغير سكين"، وقوله: "وأما "يجدي"، فقد ذهب المرزوقي وسائر الشراح إلى أنه من "الجدوى"، وهي العطية، وهذا لغو وفساد"، وقوله: "وهذا فساد كبير في تناول معاني الشعر، ولا يُعدُّ بياناً عنه، بل هو طرح غشاوة صفيقة من "الإِبهام" ينبغي أن تزال، وإلا فقد الشعر بهاءه بانتقاص دلالات ألفاظه وإهمالها". ويصف بعض شروح المرزوقي بأنه كلام لا تحقيق له "وإنما هو كذب محض، وبذلك أباد المرزوقي معنى القصيدة إبادة من لا يرحم".

ويقول: "والمرزوقي إمام جليل من العلماء بالعربية، ولكنه ليس من العلماء بالشعر في شيء، وقد جزر البيت جزراً بسكين علم اللغة، واستصفى دمه بتفسيره الذي أساء فيه من جهتين"، ويصف بعض كلام المرزوقي، فيقول: "وهذا كلام بارد غثٌ سقيم، فاختلسه التبريزي في شرحه، فلم يحس بشيء من برده؛ لأنه نشأ بتبريز من إقليم أذربيجان، وهو إقليم بارد جداً"، وراجع لهذه النصوص: كتاب أبي فهر: " نمط صعب ونمط مخيف" صفحات ١٨٢، ١٩١، ٢١٣، ٢٣٠، ٢٥٦، ٢٥٩، وهذا الكتاب من أوثق الدلائل على بصر أبي فهر بالشعر واللغة والنحو.

٣ - ابن فارس من أئمة العربية، وله في التأليف المعجمي كتابان جليلا القدر: المقاييس والمجمل، وفد نقل أبو فهر بعض شروحه اللغوية التي لم يطمئن إليها، فقال: "ولا أدري هل يصح نقل ابن فارس أو لا يصح ... وأنا لا أطمئن إلى أقوال ابن فارس إلا بحجة مؤيدة"، طبقات فحول الشعراء ص ٢٣٨.

٤ - مما نشره أبو فهر قديماً جزء من كتاب "إمتاع الأسماع" للمقريزي، نشره عام ١٩٤٠ م، يقول المقريزي في مقدمة كتابه: "والله أسأل التوفيق لديمة العمل بالسنة"، ويعلق أبو فهر فيقول: "يريد لدوام العمل، فأخطأ، وشبّه عليه حديث عائشة وذكرت عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: "كان عمله ديمة"، شبَّهته بالديمة من المطر في الدوام والاقتصاد".

<<  <  ج: ص:  >  >>