للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فصحَّة الاعتقاد لا تبنى إلَّا على الحديث الصَّحيح، فكان يقف عند الحديث وقفة مستأنية، يروي ما يقوله العلماء في صحَّة سنده، فيوافق - وهذا هو الأغلب عنده بحمد الله - ويناقش أهل العلم، ويرجِّح أو ينتهي إلى نظر مستقل، وهذا هو شأن أهل العلم.

وكنت أحترم رأي المؤلِّف وأقدِّره، ولو رأى رأيًا غير الَّذي أراه, فالعبرة في المنهج الَّذي يتَّبعه العالم، وليست العبرة في الاختلاف في الفرعيات.

لقد كنت أحسُّ وأنا أقرأ هذا الكتاب أن المؤلِّف ـ جَزَاهُ اللهُ خَيْرًا ـ يَنْطَوِي على قدر كبير من التَّأَسِّي بعلمائنا المتقدِّمين، حتَّى في أسلوبهم، وعلى الَّذين لا يعرفون هذه القيمة أن يعلموا أنَّ المنهج التُّراثيَّ، وأسلوبَ أسلافنا في الكتابة قد بَلَغَا مبلغًا عظيمًا من الرَّصَانَة والقُوَّة، مصحوبين بدقَّة العبارة, وعمق المعنى، وسلاسة السَّرد. ومن المحزن حقًّا أنَّ عاديات هذه الأيام قد فصلتنا عن التَّأَسِّي بِعُلَمَائِنَا المُتَقَدِّمِينَ إلى حَدٍّ كبير.

أَسْأَلُ الله الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، أن يتقبَّل هذا العملَ وصاحبه، وأن ينْفَعَ بهِ أمَّةَ سيِّدنا محمَّد - صلى الله عليه وسلم -.

{رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (٤)} [الممتحنة].

أ. د. سمير شريف استيتية

كلية الآداب ـ جامعة اليرموك

١٨/رجب/١٤٣٦ هـ

٧/ أيّار/٢٠١٥ م

<<  <   >  >>