للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "هَذَا الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ، وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ المَلَائِكَةِ، لَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً، ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ" (١).

وقد يَتَعَجَّبُ مُتَعَجِّبٌ، ويقول: لِمَ لَمْ يَنْجُ سعد من ضمَّة القبر، وهو مَنْ ... هو؟ ! وهل له سَبْقُ ذَنْب استحقَّ عليه تلك الضَّمَّة؟ وكيف لم تشفع له سوابقه؟ !

والجواب أنَّ ضمَّة القبر لا ينجو منها أحد بعمل، ولا تستدعي سبق ذنب، ولا يُعْفَى منها أحد، ولا يفلت منها كبير ولا صغير، ولا مؤمن ولا كافر، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي الله عنه -، عَنْ أَبِي أَيُّوب - رضي الله عنه -، أَنَّ صَبِيًّا دُفِنَ فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: " لَوْ أَفْلَتَ أَحَدٌ مِنْ ضَمَّةِ الْقَبْرِ لَأَفْلَتَ هَذَا الصَّبِيُّ" (٢).

ولو انفلت منها أحدٌ لصلاحه لانفلت منها سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ - رضي الله عنه -، قال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ دُفِنَ سعد: "سُبْحَانَ الله! لَوِ انْفَلَتَ أَحَدٌ مِنْ ضَغْطَةِ الْقَبْرِ لانْفَلَتَ منها سَعْدٌ" (٣).

وعَنْ جَابِر - رضي الله عنه -، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا إِلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ


(١) النّسائيّ "سنن النّسائيّ" (ص ٣٢٨/رقم ٢٠٥٥) وصحّحه الألباني في "الصّحيحة" (ج ٤/ص ٢٦٨/رقم ١٦٩٥)، و"صحيح الجامع" (ج ٢/ص ١١٧٢/رقم ٦٩٨٧).
(٢) الطّبراني "المعجم الكبير" (ج ٤/ص ١٢١/رقم ٣٨٥٨)، وقال الهيثمي في "مجمع الزّوائد" (ج ٣/ص ٤٧/رقم ٤٢٥٩): روَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
(٣) البزّار "مسند البزّار" (ج ١٢/ص ١٥٢/رقم ٥٧٤٧) رَوَاهُ الْبَزَّارُ بِإِسْنَادَيْنِ، وَرِجَالُ أَحَدِهِمَا رِجَالُ الصَّحِيحِ، كذا قال الهيثمي في "مجمع الزّوائد" (ج ٩/ص ٣٠٨/رقم ١٥٦٩١). وَجَوَّدَ إسناده الألبانيّ في "الصّحيحة" (ج ٧/ص ١٠٤٠/ رقم ٣٣٤٥).

<<  <   >  >>