للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا مِن رحمةِ الله، وسَعَةِ فضلِه: أنْ جعَلَ الأسبابَ المُنجِيةَ مِن النارِ والمُدخِلةَ للجَنَّةِ متعدِّدةً.

والشفاعةُ تكونُ للنجاةِ والسَّلَامةِ مِن العذابِ أو الكَرْب، وتكونُ لتخفيفِ العذابِ، وتكونُ لزوالِ العذاب، وتكونُ لدخولِ الجَنَّة، وتكونُ للارتفاعِ فيها دَرَجةَ فوقَ ما يستحِقُّهُ العبدُ مِن غيرِ الشفاعة:

* أمَّا الشفاعةُ التي تكونُ للنجاةِ والسلامةِ: فكالشفاعةِ لأهلِ المَوقِفِ بتخفيفِ الكَرْبِ عليهم: بأن يعجِّلَ اللهُ في حسابِهم (١)، وكالشفاعةِ للنجاةِ مِن العذابِ لمن كتَبَ اللهُ عليه النارَ، فيُنجِيهِ الله منها بشفاعةِ غيرِه (٢).

* وأمَّا الشفاعةُ التي تكونُ لتخفيفِ العذابِ: فكشفاعةِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- لعَمِّهِ أبي طالبٍ (٣)، وشفاعتِهِ وشفاعة غيرِهِ للعصاةِ مِن المؤمِنِينَ التخفيفَ عنهم (٤).

* وأمَّا الشفاعةُ التي تكونُ لزوالِ العَذَابِ: فكالشفاعةِ في أهلِ النارِ مِن عصاةِ الموحِّدِينَ بخروجِهم مِن النار؛ فإنَّ الأدلَّةَ استفاضَتْ أنَّ أقوامًا مِن أهلِ الكبائِرِ الموحِّدينَ يُعذَّبُونَ في النارِ؛ إذا لم يَرحَمْهُم اللهُ قبلَ ذلك (٥).

* وأمَّا الشفاعةُ التي تكونُ لدخولِ الجَنَّةِ: فكشفاعةِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- لِلْأُمَمِ أن تدخُلَ الجَنَّةَ بعدما يُجاوِزُونَ الصِّرَاطَ (٦).


(١) البخاري (٣٣٤٠)، ومسلم (١٩٤) من حديث أبي هريرة. والبخاري (٧٤١٠)، ومسلم (١٩٣) من حديث أنس.
(٢) "البداية والنهاية" (٢٠/ ١٨٩ - ١٩٢).
(٣) البخاري (٣٨٨٣)، ومسلم (٢٠٩) من حديث العباس.
(٤) البخاري (٦٥٦٠، ٧٤٣٧)، ومسلم (١٨٢، ١٨٣، ١٨٤).
(٥) سبق قبل قليل من حديث أبي هريرة وأبي سعيد وأنس وغيرهم.
(٦) كما عند مسلم (١٩٦ و ١٩٧) من حديث أنس، و (١٩٥) من حديث أبي هريرة وحذيفة.

<<  <   >  >>