للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فخلصوا جنازته، ودفنوه يوم الأحد لاثنتي عشرة بقيت من ذى الحجة سنة ست عشرة وثلاثمائة في مقبرة باب البستان في بغداد وقيل صلى عليه زهاء ثلاثمائة ألف إنسان وأكثر، وأخرج بعد صلاة الغداة ودفن بعد صلاة الظهر وخلف ثمانية أولاد أبو داود محمد، وأبو عمر عبيد اللَّه، وأبو أحمد عبد الأعلى وخمس بنات رحمهم اللَّه تعالى (١).

وأما والده أبو داود (٢) فهو: سليمان بن الأشعث بن إسحق بن بشير بن شداد بن عمر بن عمران الأزدي، الإمام المتقن أبو داود السجستاني حافظ زمانه وإمام عصره وأوانه، وهو ممن رحل وجمع وصنف، وكتب عن العراقيين والخراسانيين


= قال ابن قدامة فى المغني عند كلامه على مسألة: الرجل تفوته الصلاة على الجنازة قال: "وجملة ذلك أن من فاتته الصلاة على الجنازة فله أن يصلى عليها ما لم تدفن فإن دفنت فله أن يصلى على القبر إلى شهر.
هذا قول أكثر أهل الحلم من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وغيرهم. . . ثم ساق الأدلة على ذلك ومنها أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ذكر رجلا مات فقال: دلوني على قبره فأتى قبره فصلى عليه متفق عليه" انتهى.
الإحتمال الثاني: تكرر الصلاة عليه من إمام واحد وجماعة واحدة ومن رجل واحد والصلاة على هذه الصفة فيها خلاف ين العلماء فمنعها الحنابلة وعند الشافعية فيها وجهان:
الأول: الاستحباب.
الثاني: المنع.
للتفصيل راجع: المغني لابن قدامة (٢/ ٣٩١)؛ والمجموع للنووي (٥/ ٢٤٤) وما بعدها.
(١) انظر: طبقات الحنابلة (٢/ ٥٤ - ٥٥).
(٢) ترجمة أبي داود فى المصادر الآتية: تاريخ بغداد (٩/ ٥٥ - ٥٦)، وطبقات الحنابلة (١/ ١٥٩ - ١٦٢)؛ والمنتظم (٥/ ٩٧ - ٩٨)، ووفيات الأعيان (٢/ ٤٠٤)، وتذكرة الحفاظ (٢/ ٥٩١ - ٥٩٣)، وسير أعلام النبلاء (١٣/ ٢٠٣)؛ والبداية والنهاية (١١/ ٥٤ - ٥٦)؛ وتهذيب الكمال (١١/ ٣٥٥)، وطبقات الحفاظ (ص ٢٦١)؛ ومختصر تاريخ دمشق (١٠/ ١٠٩) وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>