للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سكن أبو داود الإمام البصرة وقدم بغداد غير مرة، وروى كتابه المصنف في السنن بها ونقله عنه أهلها، ويقال إنه صنفه قديمًا وعرضه على سيدنا الإمام أحمد فاستجاده (١) واستحسنه.

وهو أحد الكتب الستة.

قال أبو داود رحمه اللَّه تعالى: قلت لأبي عبد اللَّه أحمد بن حنبل رضي اللَّه عنه أرى رجلا من أهل السنة مع رجل من أهل البدع أترك كلامه؟ قال: لا، أولًا تعلمه أن الرجل الذي رأيته معه صاحب بدعة فإن ترك كلامه فكلمه وإلا فالحقه به (٢).

وسألته عن ملك يوم الدين أو مالك يوم الدين أنهما أحب إليك، قال: مالك أكثر ما جاء في الحديث (٣).

قال أبو داود رضي اللَّه عنه: "كنت عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خمسمائة ألف حديث انتخبت منها ما ضمته هذا الكتاب -يعني كتاب السنن- جمعت فيها أربعة آلاف وثمانمائة حديث ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه ويكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث (٤).


(١) في "أ" فاستجازه وما أثبتنا في "ظ" وهو الموافق لما في تاريخ بغداد، وفي سير النبلاء (١٣/ ٢٠٩)؛ وفي طبقات الحنابلة: فأجازه واستحسنه.
ولعل ما أثبتنا هو الصحيح.
انظر تاريخ بغداد (٩/ ٥٦)؛ وطبقات الحنابلة (١/ ١٦٠).
(٢) النص في طبقات الحنابلة (١/ ١٦١).
(٣) انظر: النص في طبقات الحنابلة (١/ ١٦١)؛ وفي مسائل الإمام أحمد لأبي داود (ص ٢٨٥).
(٤) علق الذهبي رحمه اللَّه على قوله: يكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث بقوله: =

<<  <  ج: ص:  >  >>