للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال إبراهيم الحربي: "لما صنف أبو داود هذا الكتاب أُلين له الحديث كما أُلين لداود الحديد" (١).

وروي أن سنن أبي داود قرئت على ابن الأعرابي (٢) فأشار إلى النسخة وهي بين يديه (٣) فقال لو أن رجلا لم يكن عنده من العلم إلا المصحف الذي فيه كتاب اللَّه عز وجل، ثم هذا الكتاب لم يحتج معهما إلى شيء من العلم بتة (٤).

وجاء لأبي داود سهل بن عبد اللَّه التستري (٥) رحمه اللَّه تعالى فقيل له يا أبا داود هذا سهل بن عبد اللَّه قد جاءك زائرًا قال فرحب به وأجلسه، فقال: يا أبا داود لي إليك حاجة، قال وما هي؟، قال حتى تقول لي قد قضيتها، قال قد قضيتها مع الإمكان، قال أخرج لسانك الذي حدثت به عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حتى أقبله، قال: فأخرج لسانه فقبله (٦).

وقال أبو العلا المحسن (٧) الواذاري: "رأيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في المنام فقال: من أراد


(١) انظر النص في: طبقات الحنابلة (١/ ١٦٢)؛ وفي سير أعلام النبلاء (٣/ ٢١٢).
(٢) ابن الأعرابي: أحمد بن محمد بن زياد بن بشر بن درهم أبو سعيد ابن الأعرابي البصري إمام محدث صدوق، حمل السنن عن أبي داود مات سنة أربعين وثلاثمائة.
تذكرة الحفاظ (٣/ ٨٥٢)؛ وسير أعلام النبلاء (١٥/ ٤٠٧) وما بعدها.
(٣) في "أ" بين يده والمثبت من "ظ" ومن طبقات الحنابلة (١/ ١٦٢) ولعله الصحيح.
(٤) انظر النص في: طبقات الحنابلة (١/ ١٦٢).
(٥) سهل بن عبد اللَّه التستري أبو محمد أحد أئمة الصوفية وعلمائهم، مات سنة ٢٨٣. الأعلام (٣/ ١٤٣).
(٦) النص في سير أعلام النبلاء (١٣/ ٢١٣)؛ وفي وفيات الأعيان (٢/ ٤٠٤ - ٤٠٥).
(٧) في النسختين: أبو العلا الحسن الداودي.
وما أثبته من الأنساب للسمعاني واللباب لابن الأثير، قال في الأنساب: الواذاري بفتح الواو والدال المعجمة بين الألفين وفي آخرها الراء هذه النسبة إلى واذر وهي قرية من قرى =

<<  <  ج: ص:  >  >>