للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو يدعو الى اللَّه وإلى سبيله، بإذنه على بصيرة وقد أخبر تعالى بأنه أكمل له ولأمته دينهم وأتم عليهم نعمته، فمحال مع هذا وغيره أن يكون ترك باب الإيمان باللَّه والعلم به ملتبسًا (١) مشتبهًا ولم يميز ما يجب للَّه من الأسماء الحسنى والصفات العلى، وما يجوز عليه وما يستحيل فإن معرفة هذا أصل الدين وأساس الهداية وأوجب وأفضل ما اكتسبته القلوب وحصلته النفوس وأدركته العقول.

فكيف يكون ذلك الكتاب، وذلك الرسول (٢) وأفضل خلق اللَّه بعد (٣) النبيين والمرسلين لم يحكموا هذا الباب إعتقادًا ولم يتقنوه قولًا واعتمادًا مع أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- علم أمته كل شيء حتى الخراءة (٤).

وقال: "تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك" (٥).

وقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فيما صح عنه "ما بعث اللَّه نبيًّا إلا كان حقًا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينهاههم عن شر ما يعلمه لهم" (٦).


(١) في المخطوطتين متلبسا، وما أثبته من الحموية لابن تيمية (ص ٨٨) ضن مجموع النفائس، وهو الصحيح.
(٢) بعد هذه الكلمة في "ظ": الذى هو.
(٣) في "ظ" من.
(٤) هذا الحديث عن سليمان رضي اللَّه عنه قيل له: لقد علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة، قال: أجل لقد نهانا -صلى اللَّه عليه وسلم- أن نستقبل القبلة بغائط أو بول، وأن لا نستنجي باليمين ولا يستنجي أحدنا بأقل من ثلاثة أحجار، وأن لا نستنجي برجيع أو عظم".
رواه مسلم في الطهارة رقم (٢٦٢)؛ وأبو داود في الطهارة رقم (٧).
(٥) الحديث رواه ابن ماجة في المقدمة (١/ ١٦) رقم (٤٣)، وأحمد في المسند (٤/ ١٢٦)، وابن أبي عاصم في السنة (١/ ١٩) عن العرباض بن سارية وقال الألباني: صحيح.
(٦) رواه مسلم (٣/ ١٤٧٣) عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص.

<<  <  ج: ص:  >  >>