للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو ذر الغفاري رضي اللَّه عنه: "لقد توفى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وما من طائر يقلب جناحيه في السماء إلا ذكرنا (١) منه علمًا" (٢).

وقال عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه قام فينا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مقامًا فذكر بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه" رواه البخاري (٣).

فمحال مع (٤) تعليمهم كل شيء لهم فيه منفعة في الدين وإن دقت (٥) أن يترك تعليمهم ما يقولونه بألسنتهم ويعتقدونه بقلوبهم في ربهم رب العالمين الذي معرفته غاية المعارف وعبادته أشرف المقاصد والوصول إليه غاية المطالب هذه (٦) خلاصة الدعوة النبوية وخلاصة الرسالة الإلهية، فكيف يتوهم من في قلبه أدنى مسكة من إيمان وحكمة أن لا يكون بيان هذا الباب (٧) قد وقع من الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- على غاية التمام والكمال، ثم إذا كان وقع ذلك منه فمن المحال أنّ خير أمته وأفضل قرونها


(١) إلا ذكرنا منه علمًا كذا في النسختين وهي رواية في المسند؛ وفي الحمرية (ص ٨٨): إلا ذكر لنا منه علمًا.
(٢) رواه أحمد في المسند (٥/ ١٥٣، ١٦٢)، والطبرانى في الكبير (٢/ ١٦٦)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٨/ ٢٦٣): ورجال الطبراني رجال الصحيح غير محمد بن عبد اللَّه بن يزيد المقرئ وهو ثقة، وفي إسناد أحمد من لم يسم.
(٣) في صحيحه كتاب بدء الخلق باب ما جاء في قول اللَّه تعالى {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الروم: ٢٧] (٦/ ٣٣١) رقم (٣١٩٢).
(٤) في النسختين بعد كلمة مع: (هذا) ولا يستقيم الكلام مع وجودها وما أثبته من الحموية (ص ٨٨).
(٥) في النسختين: وإلا يترك والمثبت من الحموية.
(٦) في "ظ": هذا هو.
(٧) في "ظ": هذه الباب.

<<  <  ج: ص:  >  >>