للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لعمري لقد طفت المعاهد كلها ... وسيرت طرفي بين تلك العالم

فلم أر إلا واضعًا كف حائر ... على (١) ذقن أو قارعًا سن نادم

ويقول أحد رؤسائهم (٢):

نهاية إقدام العقول عقال ... وأكثر سعي العالمين ضلال

وأرواحنا في وحشة من جسومنا ... وغاية دنيانا أذى ووبال

ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا

وكل هؤلاء المتهوكون (٣) والزاعمون أنهم هم المحققون إذا حقق عليهم الأمر لم يوجد عندهم من حقيقة العلم باللَّه وخالص المعرفة به خبر ولم يقعوا من ذلك على عين ولا أثر، كيف يكون هؤلاء المحجوبون المنقوصون المسبوقون المتخلفون الحيارى المرتبكون أعلم باللَّه وأسمائه وصفات وأحكم في باب ذات وصفاته من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان من ورثة الأنبياء وخلفاء الرسل وأعلام الهدى ومصابيح الدجى الذين بهم قام الكتاب وبه قاموا، وبهم (٤) نطق الكتاب وبه نطقوا، الذين وهبهم اللَّه من العلم والحكمة ما برزوا به على سائر


(١) كذا في "أ" وفي "ظ"
فلم أر إلا وضعا كف حائر ... أو قارع على ذقن سن نادم
(٢) هو: فخر الدين محمد بن عمر الرازي (ت ٦٠٦) ذكرها في كتابه أقسام اللذات. انظر: درء تعارض العقل ونقل (١/ ١٥٩ - ١٦٠)، وشرح العقيدة الطحاوية (ص ٢٢٧)؛ ومقدمة كتابه: اعتقادات فرق المسلمين والمشركين؛ وطبقات الشافعية للسبكي (٨/ ٩٦)؛ ولوامع الأنوار (١/ ١١٠).
(٣) المتهوكون: التهوك: التحير - مختار الصحاح (هوك).
(٤) في "أ" وبه نطق الكتاب وما أثبتنا من "ظ" ولعله الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>