للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أتباع الأنبياء، وأحاطوا من حقائق المعارف وبواطن الحقائق ما (١) لو جمعت حكمة غيرهم إليها لاستحى من يطلب المقابلة.

ثم كيف يكون خير قرون الأمة أنقص في العلم والحكمة ولاسيما العلم باللَّه، وأحكام أسمائه وآياته من هؤلاء الأصاغر بالنسبة إليهم.

أم كيف يكون أفراخ المتفلسقة وأتباع الهند واليونان وورثة المجوس وعبدة الأوثان، وضلال اليهود والنصارى والصابئين وأشباههم أعلم من ورثة الأنبياء وأهل القرآن والإيمان؟ وإنما استولى الضلال والتهوك على مثل هؤلاء لنبذهم الكتاب المبين وراء ظهورهم وإعراضهم عن سنة خاتم النبيين والمرسلين صلوات اللَّه وسلامه عليه وعليهم أجمعين. وتركهم البحث عن طريق السابقين والتابعين والتماسهم علم معرفة اللَّه ممن لم يعرف اللَّه باقراره على نفسه وشهادة الأمة على ذلك (٢).

وما أملح ما أنشده بعض الفضلاء (٣) في الكدح فيما لا يجدي:

تجاوزت حد الأكثرين إلى العلا ... وسافرت واستبقتهم (٤) في المفاوز

وخضت بحارًا ليس يدرك قعرها ... وسيرت نفسي في قسيم (٥) المفاوز

ولججت في الأفكار ثم تراجع ... اختياري إلى استحسان دين العجائز


(١) في "ظ" بما.
(٢) انتهى كلام شيخ الاسلام: انظر الحموية (ص ٩٢) ضمن مجموع النفائس.
(٣) هو أبو الفتح القشيري: محمد بن علي بن وهب ابن دقيق العيد المتوفى سنة ٧٠٢ هـ.
انظر: مختصر العلو (ص ٢٧٥)؛ ولوامع الأنوار البهية للسفاريني (١/ ١٠٩ - ١١٠)؛ والوافي بالوفيات (٤/ ٢٠٨).
(٤) في المخطوطتين استفتيتهم، وفي مختصر العلو استبقيتهم وفي اللوامع للمؤلف استبقتهم في المفاوز قال محققه وفي نسخة استبقتهم في المراكز، ولعل استبقتهم أصوب كما أثبتنا واللَّه أعلم.
(٥) كذا في المخطوطتين: قسيم وفي مختصر العلو (ص ٢٧٦)؛ وفي اللوامع (١/ ١١٠) فسيح المفاوز.

<<  <  ج: ص:  >  >>