للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية (١) قدس اللَّه روحه: "أما هذا الحديث -يعني الحديث الذي ذكره الغزالي فلا أصل له بل هو موضوع كذب باتفاق أهل العلم بالحديث ولم يروه أحد من أهل الحديث المعروفين بهذا اللفظ، بل الحديث الذي في السنن والمسانيد عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من وجوه أنه قال: "ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار".

وروي عنه أنه قال: هي الجماعة.

وفي لفظ آخر: "هي من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي" قال وضعفه ابن حزم (٢).

لكن رواه الحاكم في صحيحه ورواه أبو داود والترمذي (٣) وغيرهم قال وأيضًا لفظ الزندقة لا يوجد في كلام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كما لا يوجد في القرآن.

وأما الزنديق الذي تكلم الفقهاء في توبته قبولًا وردًا فالمراد به عندهم المنافق الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر (٤). انتهي.


(١) ابن تيمية تقدم (١/ ١٣٩).
(٢) ابن حزم: علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري أبو محمد عالم الأندلس في عصره واحد أئمة الإسلام، ولد بقرطبة وكانت له ولأبيه رئاسة الوزراء وتدبير المملكة فزهد بها وانصرف إلى العلم والتأليف فكان من صدور الباحثين فقيهًا حافظًا يستنبط الأحكام من الكتاب والسنة، له مصنفات كثيرة، توفى سنة ٤٥٦ هـ.
انظر: سير أعلام النبلاء (١٨/ ١٨٤)؛ وفيات الأعيان (٣/ ٣٢٥)؛ الأعلام (٤/ ٢٥٤).
(٣) انظر: تخريج الحديث (١/ ١٤٠).
وانظر كلام ابن حزم علي الحديث في الفصل (٣/ ٢٩٢).
(٤) انظر: كلام شيخ الإسلام هذا في كتابه: بغية المرتاد (ص ٣٣٦ - ٣٣٧)؛ وعزاه المؤلف في كتابه اللوامع (١/ ٩٢) إلى: الإسكندرية لشيخ الإسلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>