للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأصعب من ذلك كله: ما أحدث من الكلام فى أفعال اللَّه تعالى من قضائه وقدره وكذب بذلك من كذب وزعم أنه نزه اللَّه تعالى بذلك عن الظلم.

وأصعب من ذلك ما أحدث من الكلام في ذات اللَّه تعالى وصفاته مما سكت عنه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه رضي اللَّه عنهم والتابعون لهم بإحسان رحمهم اللَّه تعالى.

فقوم نفوا كثيرا مما ورد في الكتاب والسنة من ذلك وزعموا أنهم فعلوه تنزيهًا للَّه تعالى عما تقتضى العقول تنزيهه عنه وزعموا أنّ لازم ذلك مستحيل على اللَّه تعالى وقوم لم يكتفوا بإثباته حتى أثبتوا بإثباته ما يظن أنه لازم له بالنسبة إلى المخلوقين.

وهذه اللوازم نفيًا وإثباتًا درج صدر الأمة والرعيل الأول على السكوت عنها (١) (٢) وهو مذهب السلف واعتقاد الفرقة الناجية الذي أشار إليه الناظم رحمه اللَّه تعالى ورضي عنه.


(١) نهاية كلام ابن رجب في جامع العلوم والحكم (٢/ ٢٩٦).
(٢) يقول ابن تيمية رحمه اللَّه: الأقسام الممكنة في آيات الصفات وأحاديثها "ستة أقسام" كل قسم عليه طائفة من أهل القبلة:
قسمان يقولان: تجرى على ظواهرها.
وقسمان يقولان: هي على خلاف ظاهرها.
وقسمان: يسكتون.
أما الأولون فقسمان: أحدهما من يجريها على ظاهرها ويجعل ظاهرها من جنس صفات المخلوقين، فهؤلاء المشبهة ومذهبهم باطل أنكره السلف.
الثاني: من يجريها على ظاهرها اللائق بجلال اللَّه كما يجرى ظاهر اسم العليم والقدير والرب والإله والموجود والذات ونحو ذلك على ظاهرها اللائق بجلال اللَّه.
وهذا هو المذهب الذي حكاه الخطابي وغيره عن السلف وعليه يدل كلام جمهورهم وكلام الباقين لا يخالفه. وهو أمر واضح فإن الصفات كالذات فكما أن ذات اللَّه ثابتة حقيقة من غير أن تكون من جنس المخلوقات فصفاته ثابتة من غير أن تكون من جنس =

<<  <  ج: ص:  >  >>