للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأراد بقوله: (ولا تك بدعيا) أي لا تكن ممن إعتقد إعتقاد أهل البدع في أصول الدين من الإثنتين وسبعين فرقة، فإنها في النار كما أخبر النبي المختار -صلى اللَّه عليه وسلم-: فمنهم الخوارج (١) والمرجئة (٢) والقدرية (٣)


= صفات المخلوقات.
وأما القسمان اللذان ينفيان ظاهرهما فقسان:
١ - (قسم) يتأولونها ويعينون المراد مثل قولهم: استوى بمعنى استولى أو بمعنى علو المكانة والقدر، أو بمعنى ظهور نوره للعرش أو بمعنى انتهاء الخلق إليه إلى غير ذلك من معاني المتكلمين.
٢ - (وقسم) يقولون: اللَّه أعلم بما أراد بها: لكنا نعلم أنه لم يرد إثبات صفة خارجة عما علمناه.
وأما القسمان الواقفان: فقوم يقولون يجوز أن يكون ظاهرها المراد اللائق بجلال اللَّه ويجوز أن لا يكون المراد صفة اللَّه ونحو ذلك وهذه طريقة كثير من الفقهاء وغيرهم.
وقوم يمسكون عن هذا كله ولا يزيدون على تلاوة القرآن وقراءة الحديث معرضين بقلوبهم والسنتهم عن هذه التقديرات.
ثم قال والصواب فى كثير من آيات الصفات وأحاديثها القطع بالطريقة الثابتة كالآيات والأحاديث الدالة على أن اللَّه سبحانه وتعالى فوق عرشه ويعلم طريقة الصواب فى هذا وأمثاله بدلالة الكتاب والسنة والإجماع على ذلك.
مجموع الفتاوى (٥/ ١١٣ - ١١٧) باختصار.
(١) انظر (١/ ١٧٨).
(٢) تقدمت (١/ ١٧٨).
(٣) القدرية: أتباع معبد الجهني (٨٠ هـ) أول من قال بنفي القدر وأن الأمر أنف لم يقدر اللَّه من عمله شيئا وأن الإنسان هو الفاعل للخير والشر لم يسبق به علم من اللَّه ولا تقدير.
وقال: إن الباري تعالى حكيم عادل لا يجوز أن يضاف إليه شر ولا ظلم ولا يجوز أن يريد من العباد خلاف ما يأمر ويحتم عليهم شيئا ثم يجازيهم عليه فالعبد هو الفاعل للخير والشر والإيمان والكفر والطاعة والمعصية وهو المجازى على فعله. . قال ويستحيل أن يخاطب العبد بإفعل وهو لا يمكنه أن يفعل. وتابعه فى بدعته غيلان الدمشقي وواصل بن عطاء الغزال =

<<  <  ج: ص:  >  >>