للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن تناله أيديهم (١).

وقال من قرأ القرآن فأعربه فله بكل حرف عشر حسنات ومن قرأه فلحن فيه فله بكل حرف حسنة (٢) حديث صحيح فهذه الأخبار وأضعاف أضعافها تدل دلالة واضحة على أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ما أراد بالقرآن سوى هذا الكتاب المنزل عليه الذي يعرف المسلمون قرآنا.

ولم يرد ما تزعم هذه الطائفة أنه معنى في النفس لا يظهر للشخص ولا ينزل ولا له أول ولا آخر ولا يدري ما هو لا سور ولا آيات ولا حروف ولا كلمات.

وأما سكوته -صلى اللَّه عليه وسلم- فإنه لو كان القرآن ما قالوا لوجب على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بيانه وتعريفه


= وورد من رواية أبي هريرة رضي اللَّه عنه رواه ابن أبي شيبة في المصنف (١٠/ ٤٥٦) رقم (٩٩٦١)؛ والحاكم في المستدرك (٢/ ٤٣٩)؛ وأبو يعلى (١١/ ٤٣٦) رقم (٦٥٦٠)، وقال الحاكم صحيح الإسناد على مذهب جماعة من أئمتنا. ورده الذهبي بقوله: "قلت بل أجمع على ضعفه" وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٧/ ١٦٣) في إسناده عبد اللَّه بن سعيد بن أبي سعيد المقبري وهو متروك.
(١) رواه البخاري في الجهاد والسير: باب كراهية السفر بالمصاحف إلى أرض العدو (٦/ ١٥٥) رقم (٢٩٩٠) فتح الباري، ومسلم رقم (١٨٦٩) في الإمارة: باب النهي أن يسافر بالمصحف إلى أرض الكفار إذا خيف وقوعه بأيديهم. ورواه أبو داود رقم (٢٦١٠) وذكر أن قوله: "مخافة أن يناله العدو" من قول مالك، وهو كذلك في الموطأ (٢/ ٤٤٦) في الجهاد، باب النهي أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو، ورواه ابن ماجه رقم (٢٨٧٩ - ٢٨٨٠)؛ وأحمد بعدة أسانيد عن نافع عن ابن عمر به. المسند (٢/ ٦، ٥٥، ٦٣، ١٢٨).
(٢) ذكره ابن قدامة في عقيدته لمعة الاعتقاد رقم (٣٣) وفي البرهان (ص ٢٢٤) وأشار إلى صحته ولم أجده بهذا اللفظ لكن روى البيهقي في شعب الإيمان رقم (٢٠٩٦) عن ابن عمر نحوه بلفظ "من قرأ القرآن فأعرب في قراءته كان له بكل حرف منه عشرون حسنة ومن قرأ بغير إعراب كان له بكل حرف عشر حسنات، وأشار محققه إلى ضعفه.

<<  <  ج: ص:  >  >>