للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الحاكم أبو عبد اللَّه النيسابوري (١): حدثنا الأصم (٢)، حدثنا الربيع (٣) بن سليمان الجيزى قال: حضرت محمد بن إدريس الشافعي، وقد جاءته رقعة من الصعيد فيها: ما تقول في قول اللَّه عز وجل: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} فقال الشافعي: لما انحجب عن هؤلاء في السخط كان في هذا دليل على أن أولياءه يرونه في الرضا، قال الربيع قلت: يا أبا عبد اللَّه وبه تقول, قال: نعم وبه أدين اللَّه لو لم يوقن محمد بن إدريس أنه يرى اللَّه لما عبد اللَّه عز وجل (٤) ورواه الطبراني في شرح السنة من طريق الأصم أيضًا.

ومنها قوله تعالى: {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق: ٣٥].


(١) تقدم (ص ١/ ١٤٣).
(٢) الأصم: محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان: الإمام المحدث مسند العصر أبو العباس الأموي مولاهم السناني المعقلي النيسابوري الأصم، رحل إلى الآفاق وسمع الكتب الكبار، وطال عمره وبعد صيته، وتزاحم عليه الطلبة وصارت إليه الرحلة، توفى سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
سير أعلام النبلاء (١٥/ ٤٥٢).
(٣) في المخطوطتين: الربيع عن سليمان، والصحيح ما أثبته، وهو موافق لسند الخبر في مصادره الآتية:
ثم إن فيه سليمان الجبري كذا في المخطوطتين، والظاهر أنه: الجيزى تحرف إلى الجبري فهو: الربيع بن سليمان بن داود الجيزي أبو محمد الأزدى مولاهم المصرى الأعرج، توفى سنة ست وخمسين ومائتين.
طبقات الشافعية (٢/ ١٣٢).
(٤) الحبر رواه اللالكائي في شرح السنة رقم (٨٣٣)، والحاكم كما في حادي الأرواح (ص ٢٨٤)؛ ورواه البيهقي في مناقب الشافعي بسند آخر عن الربيع بن سليمان (١/ ٤١٩)؛ ورواه من طريقه السبكي في طبقات الشافعية (٢/ ٨١)؛ وانظر تفسير ابن كثير (٩/ ١٤٣ - ١٤٤)، وكذا البغوي أيضًا معه.

<<  <  ج: ص:  >  >>