للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الطبراني: (١) قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وأنس بن مالك رضي اللَّه عنهما: هو النظر إلى وجه اللَّه عز وجل (٢)، وقاله من التابعين: زيد بن وهب وغيره (٣).

ومنها قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: ٢٢ - ٢٣]. فهذه الآية إذا حررت (٤) من تحريفها عن مواضعها، والكذب على المتكلم بها سبحانه فيما أراد منها وجدتها منادية نداء صريحًا أن اللَّه سبحانه يرى عيانًا بالأبصار يوم القيامة في دار القرار.

وإن أبيت إلا تحريفها الذي يسميه المحرفون تأويلًا، فتأويل نصوص المعاد والجنة والنار والميزان والصراط والحساب أسهل على أرباب التأويل من تأويلها، وتأويل كل نص تضمنه القرآن والسنة كذلك، فلا يشأ مبطل على وجه الأرض أن يتأول النصوص ويحرفها عن مواضعها إلا وجد إلى ذلك من السبيل ما وجده متأول هذه النصوص، وهذا هو الذي أفسد الدين والدنيا.

وأضاف سبحانه النظر إلى الوجه الذي هو محله في هذه الآية الكريمة، وتعديته


(١) الطبراني: تقدم (١/ ١٤٦).
(٢) رواه عن علي يعقوب البسوي في السنة ضمن كتابه المعرفة (٣/ ٣٩٥)، وعنه اللآلكائي في السنة رقم (٨٥٢) مرفوعًا وسنده ضعيف ورواه عن أنس كل من البزار كما في كشف الأستار (٣/ ٦٩) رقم (٢٢٥٨)؛ واللآلكائي في السنة رقم (٨١٣)؛ وعبد اللَّه بن أحمد في السنة رقم (١٢٢٦)؛ والدارمي في الرد على الجهمية رقم (١٩٨)؛ قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٧/ ١١٢): رواه البزار وفيه عثمان بن عمير وهو ضعيف.
(٣) انظر: حادي الأرواح (ص ٢٨٥).
(٤) كذا في النسختين، وفي حادي الأرواح (ص ٢٨٧): ومنه ينقل الشارح "وأنت إذا أجرت هذه الآية. . . إلخ".

<<  <  ج: ص:  >  >>