للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقالت المعتزلة وطائفة من الأشعرية. . . (١) إن المراد باليدين في قوله تعالى: {خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: ٧٥] يعني النعمتين.

وطائفة من الأشعرية أن المراد باليدين القدرة لأن اليد في اللغة عبارة عن القدرة كقول الشاعر (٢):

فقمت ومالي بالأمور يدان.

قالوا: ويوضح هذا أن الخلق من جهة اللَّه إنما هو مضاف إلى قدرته لا إلى يده ولهذا يستقل في إيجاد الخلق بقدرته ويستغني عن يد وآلة يفعل بها مع قدرته وقوله تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة: ٦٤] ثنى اليد مبالغة في الرد على اليهود، ونفى البخل عنه، وإثباتًا لغاية الجود، فإن غاية ما يبذل السخي من ماله أن يعطيه بيده، وتنبيهًا على منح الدنيا والآخرة، والمراد بالتثنية باعتبار نعمة الدنيا ونعمة الآخرة، أو باعتبار قوة الثواب وقوة العقاب (٣).


= الإبانة على إثبات صفة اليدين ورد على من تأولها بالنعمة والقدرة.
قلت وقد نقل السيوطي في الإتقان (٣/ ١٧) عن السهيلي في تفسير معنى اليد وقال إنها -يعني اليد- في الأصل عبارة عن صفة لموصوف، قال: ولهذا قال الأشعري إن اليد صفة ورد بها الشرع.
والذي يلوح من معنى هذه الصفة أنها قريبة من معنى القدرة. . . إلخ قلت فلعل قوله والذي يلوح من معنى هذه الصفة من كلام السهيلي واللَّه أعلم.
راجع الإبانة لأبي الحسن (ص ٩٧ - ١٠٦).
(١) في النسختين (إلى) ولا يستقيم بها الكلام.
(٢) لم أعرف قائله.
(٣) قال الشارح رحمه اللَّه في كتاب اللوامع بعد ايراده لتأويل الأشعرية هذا: ولا يخفى ما في هذا من الإعراض والإنصراف والعدول عن الحق والإنصاف، بل الصواب إثبات ما أثبته =

<<  <  ج: ص:  >  >>