لوامع الأنوار (١/ ٢٣٢). وانظر تأويل الأشعرية هذا في أقاويل الثقات (ص ١٤٩ - ١٥٠). وقال الشيخ عبد اللَّه الغنيمان في شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري (١/ ٣٠٤) عند شرحه لحديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه الذي رواه البخاري في صحيحه أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "يد اللَّه ملآى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار، وقال: أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض، فإنه لم يغضى ما في يده، وقال: عرشه على الماء، وبيده الأخرى الميزان يخفض ويرفع": "وقد اضطرب أهل التأويل في تأويلهم اليد اضطرابًا يدل على أنهم على باطل، والعاقل المنصف يعجب إذا رأى ما كتبه ابن حجر في شرحه لهذا الباب، فإنه ذكر بعض أقوال أئمة الأشعرية، ثم قال: واليد في اللغة تطلق على معان كثيرة اجتمع لنا منها خمسة وعشرون معنى. والنصوص في هذا الباب جاءت معينة معنى واحدًا لا غير هو يدا اللَّه الكريمتين، وما عدا ذلك فهو بهتان عظيم. ثم قال بعد ذلك (١/ ٣١١) هذا وقد تنوعت النصوص في كتاب اللَّه تعالى وسنة نبيه -صلى اللَّه عليه وسلم- على إثبات اليدين للَّه تعالى، وإثبات الأصابع لهما، وإثبات القبض بهما، وتثنيتهما، وأن إحداها يمين في نصوص كثيرة، والأخرى شمال كما في صحيح مسلم، وأنه تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، وبالنهار ليتوب مسيء الليل، وأنه تعالى يتقبل الصدقة من الكسب الطيب بيمينه فيربيها لصاحبها، وأن المقسطين على منابر من نور عن يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين وغير ذلك مما هو ثابت عن اللَّه ورسوله. . .". ثم قال: "وهذا الذي أشرت إليه كله يمنع تأويل اليدين بالنعمة، أو القوة، أو الخزائن، أو القدرة، أو غير ذلك، ويجعل التأويل في حكم التحريف، بل هو تحريف. وقد آمن المسلمون بهذه النصوص على ظاهرها، وقبلوها، ولم يتعرضوا لها بتأويل تبعًا لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وصحابته وأئمة الهدى، بل وكل من قبل ما جاءت به الرسل، وآمن به". انتهى.