للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى بإسناده عن عبد اللَّه بن المبارك (١) رضي اللَّه عنه أنه سأله سائل عن النزول ليلة النصف من شعبان (٢) فقال عبد اللَّه: يا ضعيف ليلة النصف وحدها ينزل في كل ليلة، فقال الرجل: يا أبا عبد الرحمن كيف ينزل؟ أليس يخلو ذلك المكان؟ فقال عبد اللَّه بن المبارك: ينزل كيف شاء (٣).

قال أبو عثمان النيسابوري: "فلما صح خبر النزول عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أقر به أهل السنة، وقبلوا الحديث، وأثبتوا النزول على ما قاله رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ولم يعتقدوا تشبيها له بنزول خلقه وعلموا وعرفوا واعتقدوا وتحققوا أن صفات الرب تعالى لا تشبه صفات الخلق، كما أن ذاته لا تشبه ذوات الخلق. سبحانه وتعالى عما تقول المشبهة والمعطلة علوًا كبيرًا" (٤).

وروى الإمام الحافظ البيهقي (٥) بإسناده عن إسحاق بن راهويه، قال: جمعني أنا وهذا المبتدع -يعني ابن صالح- مجلس الأمير عبد اللَّه بن طاهر فسألني الأمير عن أخبار النزول (فسردتها) (٦).

فقال إبراهيم بن صالح (٧) كفرت برب ينزل من سماء إلى سماء،


= وأورده الحافظ عبد الغني في عقيدته رقم (٤٨)؛ وذكره الشارح في اللوامع (١/ ٢٤٤).
(١) تقدم (١/ ١٨٤).
(٢) سيأتي حديث النزول ليلة النصف من شعبان (انظر ١/ ٣٣٧).
(٣) أخرجه الصابوني في عقيدة السلف رقم (٤٢)؛ وذكره ابن تيمية في شرح حديث النزول (٥٢)؛ وفى الأصفهانية (ص ٢٩)؛ والبيهقي في الأسماء والصفات (ص ٥٦٩).
(٤) انظر عقيدة السلف (ص ٤٨ - ٤٩) وشرح العقيدة الأصفهانية (٢٩ - ٣٠) ولوامع الأنوار (١/ ٢٤٤).
(٥) البيهقي: تقدم (١/ ٢٠٢).
(٦) في النسختين فثبتها والمثبت من الأسماء والصفات ولعله الصحيح.
(٧) في الأسماء والصفات إبراهيم بن أبي صالح.

<<  <  ج: ص:  >  >>