للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجلال وهو راجع إلى كمال الصفات كما أن الكبير راجع إلى كمال الذات والعظيم راجع إلى كمال الذات والصفات (١).

والواحد: هو الفرد الذي لم يزل وحده، وقيل هو المعدوم الشريك والنظير، وليس هو كسائر الآحاد من الأجسام المؤلفة إذ كل شيء سواه يدعى واحدا فهو واحد من جهة غير واحد من جهات فإن اللَّه سبحانه الواحد الذي ليس كمثله شيء والواحد الذي لا يثنى من لفظه فلا يقال واحدان (٢).

والفرق بين الواحد والأحد، أن الواحد هو المنفرد بالذات والأحد هو المنفرد بالمعنى لا يشاركه فيها أحد.

وإن الواحد في جنس المعدود يفتتح به العدد، وإن الأحد يصلح في الكلام في موضع الجحود، والواحد في موضع إثبات.

وأما الوحيد فإنما يوصف به في غالب العرف المنفرد عن أصحابه المنقطع عنهم، فلا ينبغي إطلاقه على اللَّه تعالى (٣) -كما في تحفة العباد- (٤).


(١) انظر: النهاية لابن الأثير (١/ ٢٨٧ - ٢٨٨).
(٢) انظر شأن الدعاء للخطابي (ص ٨٢).
(٣) انظر: النهاية (٥/ ١٥٩) وشأن الدعاء (ص ٨٢ - ٨٣).
وهذا هو الصحيح فإن أسماء اللَّه وصفاته تعالى توقيفية لا يجوز تسميته بما لم يرد به القرآن والسنة، وذلك أن أسماء اللَّه وصفاته من الأمور الغببية التي لا يمكن لنا أن نعرفها إلا عن طريق الرسل الذين يطلعهم اللَّه على ما شاء من الغيب ثم هم يبلغونه للناس ولا يجوز القياس فيها والإجتهاد. واللَّه أعلم.
القواعد المثلى في صفات اللَّه وأسمائه الحسنى (ص ١٣، ٢٨).
(٤) تحفة العباد في أدلة الأوراد لعبد الرحمن بن أبي بكر بن داود الحنبلي تقدم التعريف به (١/ ٢٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>