للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أيضا في الجليل: المستحق لجميع نعوت الجلال والكمال ومعناه منصرف إلى جلال القدر وعظم الشأن وهو الجليل الذي يصغر دونه كل جليل ويتضع معه كل رفيع (١).

وقوله: (المتمدح) نعت للواحد وهو الذي يجب أن يمدح.

قال في القاموس: "مدحه كمنعه مدحًا، ومدحه أحسن الثناء عليه كمدحه، وامتدحه وتمدحه والمدبح والمدحة والأمدوحة ما يمدح به وممدح كمحمد ممدوح جدًا وتمدح تكلف أن يمدح وافتخر" (٢).

والمراد أن اللَّه الواحد أسبغ على عباده من النعم ما يرجب المدح. وهو لغة الثناء باللسان على الجميل سواء كان اختياريًا أم اضطراريًا على جهة التعظيم والتبجيل.

وعرفًا ما يدل على اختصاص الممدوح بنوع من الفصائل فهو أعم من الحمد لأن الحمد مختص بكرنه على الجميل الاختياري، يقال: مدحت زيدًا لحسنه، ولا يقال حمدته لأن الحسن ليس باختياري لزيد.

قوله (إلى طبق الدنيا) متعلق بينزل الجبار تعالى وطبق الدنيا أي سماء الدنيا فإن الطبق بفتح الطاء المهملة والموحدة غطاء كل شيء (٣).

وفي الحديث: "للَّه مائة رحمة كل رحمة منها كطباق الأرض" (٤) -أي كغشائها- (٥).


(١) انظر: شأن الدعاء للخطابي (ص ٧٠).
(٢) القاموس (١/ ٢٥٧) (مدح).
(٣) القاموس (٣/ ٢٦٤) (طبق).
(٤) رواه مسلم في التوبة باب في سعة رحمة اللَّه وأنها سبقت غضبه (٤/ ٢١٠٩) (٢١) عن سلمان رضي اللَّه عنه بلفظ مختلف.
(٥) النهاية (٣/ ١١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>