للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال بعض المحققين سبب ذلك -واللَّه أعلم- أن اللَّه أطلع نبيه -صلى اللَّه عليه وسلم- على ما سيكون بعده مما ابتلى به أمير المؤمنين علي رضي اللَّه عنه وما وقع له من الاختلاف لما آل إليه أمر الخلافة فاقتضى ذلك نصح الأمة بإشهار الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- لتلك الفضائل لتحصل النجاة لمن تمسك به ممن بلغته، ثم لما وقع ذلك الاختلاف والخروج عليه نشر من سمع من الصحابة تلك الفضائل وبثها نصحًا للأمة ثم لما اشتد الخطب واشتغلت طائفة من بني أمية بتنقيصه وسبه حتى على المنابر ووافقهم على ذلك الخوارج اشتغلت جهابذة العلماء والحفاظ من أهل السنة ببث فضائله حتى كثرت نصحًا للأمة ونصرة للحق (١).

وقد أخرج السلفي (٢) في "الطيوريات" (٣) (٤) عن أبي عبد الرحمن عبد اللَّه بن الإمام أحمد رضي اللَّه عنهما قال: سألت أبي عن علي ومعاوية فقال: "اعلم أن عليًا رضي اللَّه عنه كان كثير الأعداء ففتش (٥) أعداؤه شيئًا فلم يجدوا فجاؤا إلى رجل قد حاربه وقاتله فناصروه كيادًا منهم له، رضي اللَّه عنه".


(١) انظر: فتح الباري (٧/ ٨٩)؛ ولوامع الأنوار للمؤلف (٢/ ٣٣٩).
(٢) السلفي: أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الأصبهاني الجرواني، أبو طاهر الحافظ الكبير المعمر، مولده سنة خمس وسبعين وأربعمائة، رحل في طلب الحديث وله في ذلك رحلة واسعة ثم صارت الرحلة إليه وله أمالي وكتب وتعاليق كثيرة جدًا. توفي سنة ست وسبعين وخمسمائة. سير أعلام النبلاء (٥/ ٢١)؛ والبداية (١٢/ ٣٠٧).
(٣) الطيوريات: انتخابه من أصول كتب الشيخ أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي الطيوري.
منه نسخة في سبعة عشر جزء في الظاهرية بدمشق حديث (٢٢٩) (١ - ٢٨٦) (فهرس الظاهرية المنتخب من مخطوطات الحديث للشيخ ناصر الدين الألباني).
(٤) كتب في هامش مخطوطة "ظ": "قوله: الطيوريات: تخريج الحافظ أبي طاهر السلفي. تقرير.
(٥) انظر: لوامع الأنوار للمؤلف (٢/ ٣٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>