للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس اللَّه روحه: "الكل مقر بأن معاوية ليس كفوًا لعلي رضي اللَّه عنهما في الخلافة قال ولا يجوز أن يكون معاوية خليفة مع إمكان استخلاف علي رضي اللَّه عنه لسابقته وعلمه ودينه وشجاعته وسائر فضائله فإنها كانت عندهم ظاهرة معروفة كفضل إخوانه أبي بكر وعمر وعثمان رضي اللَّه عنهم، ولم يكن بقى من أهل الشورى غيره وغير سعد لكن سعدًا كان قد أسقط حقه من هذا الأمر فانحصر الأمر في أمير المؤمنين علي وعثمان رضي اللَّه عنهما فلما توفى عثمان لم يبق لها معين إلا علي رضي اللَّه عنه انتهى كلامه ملخصًا (١).

وقال سيدنا الإمام أحمد رضي اللَّه عنه: "إن عليًا رضوان اللَّه عليه لم تزنه الخلافة ولكن علي زانها" (٢).

وروى الشعبي قال: "دخل أعرابي على علي رضي اللَّه عنه حين أفضت إليه الخلافة فقال: واللَّه يا أمير المؤمنين لقد زنت الخلافة وما زانتك ورفعتها وما رفعتك ولهي كانت أحوج إليك منك إليها" (٣).

قال أبو عبد اللَّه بن بطة (٤) رحمه اللَّه تعالى: "قد أحسن الأعرابي وصدق فيما قال فإن عليًا ومن تقدمه من الخلفاء رضي اللَّه عنهم زينوا الخلافة وجملوا أمة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- وأتموا الدين (٥) وأظهروه، وأسسوا الإسلام وأشهروه".


(١) انظر: مجموع الفتاوى (ج ٣٥/ ٧٣ - ٧٤) لوامع الأنوار (٢/ ٣٣٩).
(٢) التبصرة لابن الجوزي (١/ ٤٤٩) ولوامع الأنوار (٢/ ٣٤٦).
(٣) روى ابن الأثير في أسد الغابة عن المدائني نحوه. انظر: أسد الغابة (٤/ ١١٣).
(٤) ابن بطة تقدم (١/ ١٠٥).
(٥) قد أكمل اللَّه الدين وأتمه في حياة نبيه -صلى اللَّه عليه وسلم- كما قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا. .} [المائدة: ٣] لكن المقصود أنهم أتموا نشر الإسلام والدعوة إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>