للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رضي اللَّه عنه عن أبي قتادة رضي اللَّه عنه (١). وأخرجه مسلم أيضًا من حديث أم المؤمنين أم سلمة رضي اللَّه عنها (٢) ومن حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه عند الترمذي (٣) وغيرهم.

وفى صحيح البخاري من حديث أبي سعيد الخدري أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- "جعل ينفض التراب عن عمار وهم يبنون المسجد النبوى ويقول: ويح عمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار، قال وجعل عمار يقول: أعوذ باللَّه من الفتن".

وفى رواية: "ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار" (٤) ولم يذكر البخاري هذه الزيادة يعني قوله: تقتله الفئة الباغية، وهى ثابتة صحيحة وهي في صحيح مسلم وغيره وكذلك في بعض نسخ البخاري (٥) كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية (٦) قدس اللَّه روحه وغيره من أهل العلم.

قال شيخ الإسلام: "ومن رضي بقتل عمار رضي اللَّه عنه كان حكمه حكمها أي حكم الفئة الباغية التي قتلته (٧). ويروى أن معاوية تأول أن الذي قتله هو الذي


(١) رواه مسلم في صحيحه رقم (٢٩١٥) في الفتن باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء.
(٢) مسلم رقم (٢٩١٦) في الفتن.
(٣) الترمذي رقم (٣٨٠٠) في المناقب باب مناقب عمار بن ياسر، وقال الترمذي: حسن صحيح غريب.
(٤) رواه البخاري (١/ ٦٤٤) رقم (٤٤٧) في الصلاة باب التعاون في بناء المساجد وفي الجهاد باب مسح الغبار عن الرأس في سبيل اللَّه (٦/ ٣٦) رقم (٢٨١٢).
(٥) راجع جامع الأصول (٩/ ٤٤ - ٤٥).
(٦) انظر (ج ٣٥/ ٧٤) من مجموع الفتاوى و (٤/ ٤٣٧).
(٧) اختصر المؤلف رحمه اللَّه كلام شيخ الإسلام هنا وتتمته: "ومن المعلوم أنه كان في المعسكر من لم يرض بقتل عمار كعبد اللَّه ين عمرو بن العاص، وغيره بل كل الناس كانوا منكرين لقتل عمار حتى معاوية وعمرو بن العاص"، أهـ. مجموع الفتاوى (٣٥ ص ٧٦ - ٧٧)

<<  <  ج: ص:  >  >>