للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحسن والحسين وعبد اللَّه بن جعفر رضي اللَّه عنهم وصلى عليه الحسن ودفن بدار الإمارة بالكوفة (١).

ثم أحضر ابن ملجم وجاء الناس بالنفط والبواري (٢) وقطعت يداه ورجلاه وكحلت عيناه بمسامير الحديد محماة ثم قطع لسانه، ثم أحرق في قوصرة ولما أرادوا قطع لسانه تمانع تمانعًا شديدًا مع أنه قطعت أعضاؤه ولم يتأوه فقيل له في ذلك فقال لئلا يفوتني من تلاوة القرآن شيء وأنا حي فشقوا شدقه وأخرجوا لسانه فقطعوه (٣).

وكان ابن ملجم لعنه اللَّه قبل ذلك من العباد المعدودين حتى أن عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه كتب إلى بعض عماله أن يوسع دار عبد الرحمن بن ملجم ليعلم الناس الفقه والقرآن.

ثم كان من شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وشهد معه صفين ثم آل أمره إلى ما ترى فنسأل اللَّه تعالى حسن الخاتمة في عافية، وعند الخوارج أن ابن ملجم أفضل الأمة وكذلك النصيرية (٤) يعظمونه.


(١) زيادة من "ظ".
(٢) البواري: بشديد الياء المثناة من تحت آخره جمع بارية وهي الحصير المعمول من القصب. النهاية (١/ ١٦٢) ومختار الصحاح (بور).
(٣) ذكر ابن جرير رحمه اللَّه في تاريخه: أن عليًا رضي اللَّه عنه نهى الحسن عن المثلة وقال: "انظر يا حسن، إن أنا مت من ضربته هذه فاضربه ضربة بضربة ولا تمثل بالرجل فإني سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إيكم والمثلة ولو أنها بالكلب العقور" ثم ذكر أن الحسن قدمه فقتله، ثم أخذه الناس وأحرقوه بالنار. وقد ذكر ابن كثير رحمه اللَّه في ذلك حديثًا رواه الإمام أحمد: "أن عليًا قال لهم: افعلوا به كما أراد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يفعل برجل أراد قتله فقال: اقتلوه ثم حرقوه".
انظر: تاريخ الطبري (٥/ ١٤٨ - ١٤٩) والبداية (٧/ ٣٢٨) والكامل (٣/ ١٩٦) وابن سعد (٣/ ٣٩ - ٤٠).
(٤) النصيرية: فرقة من فرق الباطنية ظهرت في القرن الثالث للهجرة ومؤسس هذه الفرقة أبو =

<<  <  ج: ص:  >  >>