للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو محمد بن حزم: "يقولون إن ابن ملجم أفضل أهل الأرض لأنه خلص روح اللاهوت من ظلمة الجسد وكدره" (١).

وعند الروافض أنه أشقى الخلق في الآخرة.

قلت: وتقدم أنه أشقى الآخرين بنص سيد المرسلين واللَّه تعالى أعلم.

"روي لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خمسمائة حديث وستة وثمانون حديثًا، اتفق الشيخان منها على عشرين حديثًا وانفرد البخاري بتسعة ومسلم بخمسة عشر (٢) ومناقب أمير المؤمنين علي رضوان اللَّه عليه كثيرة ومآثره شهيرة وفضائله غزيرة، وإنما ذكرنا قطرة من بحر، أو رملة من بر، واللَّه تعالى الموفق.

وقول الناظم رحمه اللَّه تعالى: (وإنهم): يعني الخلفاء الأربعة الراشدين المهديين الهادين: أبو بكر الصديق، وعمر الفاروف، وعثمان ذو النورين، وعلي المرتضى الأنزع البطين رضي اللَّه عنهم أجمعين.


= شعيب محمد بن نصير البصري النميري (٢٧٠ هـ) وغرضهم القضاء على الإسلام، وأصحابها يعدون من غلاة الشيعة زعموا وجود جزء إلهي في علي وألّهوه به وقالوا بأن ظهوره الروحاني بالجسد الجسماني الفاني كظهور جبريل في صورة بعض الأشخاص، ولم يكن ظهور (الإله علي) في صورة الناسوت إلا إيناسًا لخلقه وعبيده، وهم يحبون عبد الرحمن بن ملجم قاتل الإمام علي ويترضون عنه لزعمهم بأنه قد خلص اللاهوت من الناسوت ويخطئون من يلعنه ولخص بعض العلماء مقاصدهم بقوله: "ظاهر مذهبهم الرفض وباطنه الكفر المحض". انظر: الفصل (٥/ ٥٠) ومجموع الفتاوى (٣٥/ ١٤٩) وما بعدها والموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة (ص ٥١١ - ٥١٣).
(١) انظر الفصل لابن حزم (٥/ ٥٠).
(٢) انظر تهذيب الأسماء واللغات (١/ ٣٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>