للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأشجار والجمع فراديس، ومنه جنة الفردوس وهو المراد هنا فمن أسماء الجنة الفردوس كما في قوله تعالى: {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (١٠) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [المؤمنون: ١٠ - ١١].

وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا} [الكهف: ١٠٧].

قال الإمام المحقق شمس الدين ابن القيم في كتابه "حادي الأرواح إلى منازل الأفراح": "الفردوس اسم يقال على جميع الجنة ويقال على أفضلها وأعلاها كأنه أحق بهذا الاسم من غيره من الجنان".

وقال الليث (١): الفردوس جنة ذات كروم يقال كرم مفردس أي معرش.

وقال الضحاك (٢): الفردوس الجنة الملتفة بالأشجار وهو اختيار المبرد (٣) قال: وبهذا سمى باب الفردوس بالشام. وأنشد لجرير (٤) قوله "شعر":

فقلت للركب إذ جد المسير (٥) بنا ... يا بعد (٦) بيرين (٧) من باب الفراديس (٨)


(١) تقدم (١/ ٣٠٤).
(٢) تقدم (١/ ٢٦٣).
(٣) تقدم (١/ ١٩٢).
(٤) جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي بن بدر الكلبي اليربوعي، من تميم أشعر أهل عصره، ولد ومات في اليمامة عاش عمره كله يناضل شعراء زمانه ويساجلهم وكان عفيفًا وهو من أغزل الناس شعرًا، مات سنة ١١٠ هـ. الأعلام (٢/ ١١٩)
(٥) في الديوان: الرحيل.
(٦) في الديوان: ما بعد.
(٧) في النسخين: بيرين والمثبت من الديوان، ومعجم البدان.
قال ياقوت في معجم البلدان (٥/ ٤٢٧): "بيرين بالفتح ثم السكون وكسر الراء وياء ثم نون قيل هو رمل لا تدرك أطرافه عن يمين مطلع الشمس من حجر اليمامة وقيل غير ذلك. . . ثم ذكر بيت جرير المذكور" وباب الفراديس بدمشق بالشام.
(٨) البيت في ديوان جرير (ص ٣٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>