للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال البيهقي قوله: "رداء الكبرياء استعارة لصفة الكبرياء والعظمة لأنه بكبريائه لا يراه أحد من خلقه إلا بإذنه، ويؤيده أن الكبرياء ليس من جنس الثياب المحسوسة" (١).

وأخرج البخاري عن أنس رضي اللَّه عنه قال: أصيب حارثة يوم بدر فجاءت أمه فقالت يا رسول اللَّه قد علمت منزلة حارثة منى فإن يكن في الجنة صبرت وإن يكن غير ذلك ترى ما أصنع، فقال إنها ليست بجنة واحدة بل جنان كثيرة وإنه في الفردوس الأعلى" (٢).

وأخرج الحاكم والبيهقي عن أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه أنه قال في هذه الآية: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن: ٤٦] "قال جنتان من ذهب للسابقين (٣) وجنتان من فضة للتابعين" (٤) وفي لفظ: "وجنتان من ورق لأصحاب اليمين" (٥).

وأخرج الترمذي والحاكم والبيهقي عن عبادة بن الصامت رضي اللَّه عنه أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إن في الجنة مائة درجة بين كل درجتين كما بين السماء والأرض


(١) عبارة البيهقي -كما في الأسماء والصفات- (٣٨٤): "قوله (رداء الكبرياء) يريد به صفة الكبرياء فهو بكبريائه وعظمته لا يريد أن يراه أحد من خلقه بعد رؤية يوم القيامة حتى يأذن لهم بدخول جنة عدن فإذا دخلوها أراد أن يروه وهم في جنة عدن، انتهى.
وانظر الاعتقاد للبيهقي (ص ١٣٠).
وقد تقدم في مبحث الرؤية أن رؤية المؤمنين لربهم ثابتة ومتواترة.
(٢) رواه البخاري (٧/ ٣٥٥) رقم (٣٩٨٢) في المغازى باب فضل من شهد بدرًا.
(٣) في "ظ" للسابقين الأولين.
(٤) أخرجه الحاكم في المستدرك (١/ ٨٤) وابن أبي شيبة في المصنف (١٣/ ٣٨٣) والبيهقي في البعث والنشور (ص ١٥٩) وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي.
(٥) أخرجه ابن جرير في تفسيره (٢٧/ ١٤٦) والبيهقي في البعث (١٦٠) ورواه ابن أبي حاتم وابن مردويه كما في الدر المنثور (٧/ ٧٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>