للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي الترمذي من حديث جابر رضي اللَّه عنه قال: كنت جالسًا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فأقبل سعد إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هذا خالي فليرني امرؤ خاله" (١).

وروى مسلم والترمذي وغيرهما من حديث سعد قال: "حلفت أم سعد أن لا تكلمه أبدًا حتى يكفر بدينه، ولا تأكل ولا تشرب، قالت زعمت أن اللَّه وصاك بوالديك فأنا أمك وأنا آمرك بهذا قال: فمكثت ثلاثًا حتى غشي عليها من الجهد، فقام ابن لها يقال له عمارة فسقاها فجعلت تدعو على سعد وفي رواية فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها شجروا (٢) فاها ثم أوجروها (٣).

وفي رواية قالت أم سعد: أليس قد أمر اللَّه بالبر واللَّه لا أطعم طعامًا، ولا أشرب شرابًا حتى أموت أو تكفر فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها شجروا فاها فنزلت هذه الآية: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ. .} [العنكبوت: ٨].


= وقد كانت خديجة أسلمت قطعًا فلعله خص الرجال، ثم قال: "وقد تقدم في ترجمة الصديق حديث عمار: رأيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وما معه إلا خمسة أعبد وأبو بكر" وهو يعارض حديث سعد والجمع بينهما ما أشرت إليه، أو يحمل قول سعد على الأحرار البالغين ليخرج الأعبد المذكورون وعلي رضي اللَّه عنه أو لم يكن اطلع على أولئك. . . " انتهى.
(١) الترمذي رقم (٣٧٥٢) في المناقب باب مناقب سعد بن أبي وقاص رضي اللَّه عنه. وقال: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث مجالد".
قال: "وكان سعد بن أبي وقاص من بني زهرة وكانت أم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من بني زهرة فلذلك قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هذا خالي".
(٢) شجروا فاها: أي فتحوه كرهًا.
(٣) (أوجرت) الدواء في فيه إذا ألقيته فيه فشبه إلقاء الطعام في فيها كرهًا بالقاء الدواء عن غير اختيار. ابن الأثير جامع الأصول (٩/ ١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>