للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو أن يعطه ناقة أو شاة ينتفع بلبنها ويعيدها، وكذلك إذا أعطاه ينتفع بوبرها وصوفها زمانًا ثم وردها (١).

قال الجلال السيوطي: "قد ورد في فضل معاوية رضي اللَّه عنه أحاديث قل ما ثبتت" (٢) ثم أورد منها ما تقدم.

وخرج ابن البناء (٣) أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "معاوية بن أبي سفيان أحلم أمتي وأجودها" (٤).

وتحقيق القول عند أهل الحق أن معاوية رضي اللَّه عنه لم يكن في أيام على خليفة وإنما كان من الملوك وغاية ما هناك أنه كان مجتهدًا فله أجر الاجتهاد دون الإصابة، وأما بعد موت علي رضي اللَّه عنه وبعد تسليم سيدنا الحسن رضي اللَّه عنه الأمر له فقد صحت خلافته لنزول سيدنا الحسن له عنها فهو خليفة حق عند أهل الحق، وزعم قوم عدم حقية (٥) خلافة معاوية مطلقًا محتجون (٦) بأن الحسن رضي اللَّه


(١) انظر: معالم السنن (٥/ ١٩٩).
(٢) تاريخ الحلفاء (ص ١٩٤).
(٣) ابن البناء سيأتي (٢/ ١٠٦).
(٤) روى الديلمي في مسند الفردوس رقم (١٧٨٧)؛ والحارث بن أبي أسامة في مسنده -كما في المطالب العالية (٤/ ٨٥٠) حديثًا في فضل عدد من الصحابة من رواية شداد بن أوس وفيه: "ومعاوية أحلم أمتي وأجودها".
قال البوصيرى سنده ضعيف لجهالة بعض رواته.
وأورده ابن الجوزي في الموضوعات (٢/ ٢٩ - ٣٠) وتعقبه السيوطي في اللآلي (١/ ٤٢٨ - ٤٢٩) بقوله: قلت قال ابن عدي وساق السند من رواية ابن عدي ثم ذكر نص هذا الحديث الذي أورده الشارح، وقد راجعت فهرس أحاديث الكامل لابن عدي فلم أجده فاللَّه أعلم. وانظر الفوائد المجموعة (٤١٠).
(٥) في الأصل: حقيقة والمثبت من "ظ" ولعله الصحيح.
(٦) كذا في النسختين ولعل الصحيح: محتجين حال.

<<  <  ج: ص:  >  >>