للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال له: "وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة" (١).

ورواه أبو نعيم وقال: حديث جيد صحيح، فدل الحديث على أن سنة الخلفاء الراشدين مكتبة كاتباع سنته -صلى اللَّه عليه وسلم- بخلاف غيرهم من ولاة الأمور.

والخلفاء الراشدون هم: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي اللَّه عنهم فإن في حديث سفينة رضي اللَّه عنه: "الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكًا".

صححه الإمام أحمد وغيره، ورواه أبو داود والترمذي والنسائي (٢).

وقد قدمنا أن الثلاثين سنة إنما تمت بمدة خلافة الحسن بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه وذلك أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه توفي في شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة والأكثرون على أن وفاته في سابع


(١) الإمام أحسد في المسند (٤/ ١٢٦ - ١٢٧) وأبو داود في السنة رقم (٤٦٠٧) باب في لزوم السنة والترمذي رقم (٢٦٧٦) في العلم باب في الأخذ بالسنة واجتناب البدع، وابن ماجة في المقدمة رقم (٤٢ - ٤٤) باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين.
وابن حبان في صحيحه (١/ ١٠٤)؛ والحاكم في المستدرك (١/ ٩٥ - ٩٦)؛ وابن أبي عاصم في السنة (١/ ١٧)؛ والدارمي في سننه (١/ ٤٣ - ٤٤)؛ وصححه الترمذي وكذا الحاكم ووافقه الذهبي وكذا الألباني في تخريج السنة.
(٢) أخرجه الإمام أحمد في المسند (٥/ ٢٢٠ - ٢٢١) وفي فضائل الصحابة رقم (٧٨٩) وابنه عبد اللَّه في السنة رقم (١٣٤٨، ١٤٠٠ - ١٤٠٢ - ١٤٠٥، ١٤٠٧)؛ وأبو داود في السنة رقم (٤٦٤٦)؛ والترمذي في الفتن رقم (٢٢٢٦) والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف (٤/ ٢١)؛ والحاكم في المستدرك (٣/ ٧١، ١٤٥)؛ وابن عبد البر في جامع بيان العلم (٢/ ١٨٤).
وقال ابن عبد البر: قال الإمام أحمد بن حنبل حديث سفينة في الخلافة صحيح وإليه أذهب في الخلفاء" وحسنه الترمذي -أيضًا- وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>